قال هادي العامري رئيس تحالف الفتح في بيان له، الجمعة "مرة أخرى يتجاوز النظام الجاهل، نظام آل سعود، كل الخطوط الحمراء والقيم العليا للشعب العراقي بعد تطاوله المشين على مقام المرجعية الرشيدة المتمثلة بالسيد علي السيستاني -دام ظله - عبر النافذة الصفراء، صحيفة الشرق الأوسط".
وأضاف العامري أن "هذا التطاول يُعد استخفافاً بمشاعر الملايين من السنّة والشيعة، والمسلمين والمسيحيين داخل العراق وخارجه، وكل من يعرف الدور الأبوي الكبير للإمام السيستاني في المحافظة على السيادة الوطنية وحرصه الكبير على الوحدة الوطنية، ودوره العظيم في حماية العراق من الإرهاب الداعشي"،مشيراً إلى أنه "لولا فتوى المرجعية الرشيدة لكان العراق في خبر كان".
تابع البيان، أن "هذه الأعمال القبيحة خير دليل على وجود نهج خارجي ضال يحاول أن ينال من الدور الوطني والأبوي الذي دأبت عليه المرجعية الرشيدة في البلاد، وهو دليل آخر على تعمّد النظام السعودي الاستمرار بأجنداته المشبوهة، وحقده الدفين ومعاداته لكل من يسعى إلى الحفاظ على العراق وسيادته ودعم وحدته الوطنية".
ورأى البيان أن "هذا الفعل القبيح يضاف إلى أعمالهم القبيحة الأخرى، وتدخلاتهم السافرة في الشأن العراقي، وهو تحصيل حاصل للسلوكيات المنحرفة للمسيرة العدوانية لمملكة الشر، التي كانت قد بدأتها منذ سنوات عبر إرسالها آلاف الانتحاريين والسيارات المفخخة التي حصدت أرواح الآلاف من الشعب العراقي، والتي ما زالت دماؤهم الطاهرة لم تجف ولا زال المشهد الدموي لسياراتهم المفخخة خالداً في ذاكرة العراقيين".
رئيس تحالف الفتح دان هذه الإساءات المتكررة للمرجعية، وطالب الحكومة وعبر وزارة الخارجية "بموقف رسمي واتخاذ الإجراءات كافة اللازمة لرد على هذه الإساءة الكبيرة، والتطاول المشين على مقام المرجعية السامي"، داعياً القوى الوطنية والشعبية كافة "لاتخاذ الموقف اللازم تجاه العدوان".
المالكي: الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الكاريكاتور المسيء
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي "إن المرجعية الدينية العليا هي قلعة الأمة في الدفاع عن عقيدتها وحفظ هويتها وصيانة حقوق أبنائها من مختلف المكونات، وكانت على طول مسيرتها المباركة الخيمة التي يستظل بها الجميع في الملمات والمنعطفات، إذ كانت تقف إلى جانبهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ولم تفرق بين العراقيين في توجهاتها، بل كانت تشدد على وحدتهم وتدعو إلى إقامة العدل والحق".
وشدد على أن "المرجعية سر قوة شعبنا وراية وحدته وعنوان فخره وعزته، ويعد التطاول عليها بأي شكل من الأشكال انتهاكاً صارخاً للقيم التي يؤمن بها شعبنا، واستهدافاً لأهم عامل من عوامل وحدته، واستفزازاً لمشاعر الملايين من المسلمين والعراقيين خاصة".
المالكي لفت إلى أن "إيقاظ الفتنة النائمة وتذكية نيرانها في هذا الظرف الحساس والدقيق الذي يمر به وطننا جراء جائحة كورورنا وغيرها من الأزمات، لهو عمل عدواني مفضوح في وقت كنّا نتطلع إلى أن يكون جيراننا من السباقين للتعاون معنا لعبور هذه المرحلة الحرجة، بدلاً من هذه الإثارات والإساءات التي تشحن النفوس بالبغضاء وتثير مشاعر الغضب والاستياء".
وأضاف أن "صورة الكاريكاتير المسيئة التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" مؤخراً، تجاوزت كل الخطوط الحمر، واستهانت بهوية العراقيين، ونالت من أهم رموزهم، وأكثرها احتراماً وتقديراً بين مختلف الأطياف والمكونات".
وطالب المالكي الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية المطلوبة بهذا الصدد عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرت كاريكاتوراً مسيئاً للمرجع السيد السيستاني أثار غضب العراقيين. ونشرت الصحيفة فيما بعد توضيحاً وقالت "عمدت بعض المواقع الإعلامية في العراق إلى إعطاء الرسم الكاريكاتوري الذي ظهر في عدد (الجمعة) من "الشرق الأوسط"، أبعاداً لا يتضمنها ونيات لا وجود لها".
رد فعل غاضب من الشيخ حمودي على الاساءة التي تعرضت لها المرجعية العراقية
رد رئيس مجلس الاسلامي الاعلى العراقي، الشيخ همام حمودي، على تطاول نظام ال سعود على المرجعية الدينية في العراق، مؤكدا ان "بعض انظمة المنطقة مازالت تعتقد ان بقاء عروشها مرهون ببقاء دوامة العنف".
وأثارت اساءة صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية بعد نشر كاريكاتير مسيئ للمرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيستاني (دام ظله) حالة غضب في الشارع العراقي ورد فعل غاضب من الشخصيات السياسية والدينية العراقية.
وفي السياق، قال رئيس مجلس الاسلامي الاعلى العراقي الشيخ همام حمودي في تغريدة نشرها مساء الجمعة على حسابه في تويتر ان الاساءة للمذاهب والمراجع الدينية ليس فقط عمل لا اخلاقي، و سلوك همجي وانما ايضا عمل فتنوي كان هو الاساس في نشوء الجماعات التكفيرية والارهابية، واشعال العنف وسفك دماء مئات الاف المسلمين الابرياء.
واضاف الشيخ حمودي: يبدو ان بعض انظمة المنطقة مازالت تعتقد ان بقاء عروشها مرهون ببقاء دوامة العنف، وان وجودها لايتحقق الا بانهاء وجود الاخر، غير مدركة ان من يرفض احترام الاخرين والتعايش السلمي هو الآيل للزوال والفناء بعد ان اصبح العالم قرية كونية.
وتابع: ان سيادة العراق لم تتحقق الا ببركة العمة والمرجعية منذ ثورة العشيرين الي يومنا هذا، لكونها مصدر وحدته وعزته و منها حكمته، ولعل غيابها عند غيرنا هو لغياب مدرسة الحسين (ع) عندهم، ومن لم يتعلم نهج مدرسة ال بيت رسول الله هو اخر من يحق له الحديث عن السيادة.