البث المباشر

لماذا نقول بعد تلاوة القرآن "صدق الله العلي العظيم"؟

السبت 30 مايو 2020 - 14:18 بتوقيت طهران
لماذا نقول بعد تلاوة القرآن "صدق الله العلي العظيم"؟

وصف الله سبحانه وتعالى ذاته المقدَّسة في القرآن الكريم بأنّه العليّ العظيم، فقال تعالى:

{وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[البقرة: 255]. وعند الانتهاء من تلاوة آية أو سورة من كتاب الله، نسمع من القرّاء أو التّالين لذكر الله يقولون "صدق الله العليّ العظيم"، أو "صدق الله العظيم"، تأكيداً لوصف الله تعالى نفسه بأنّه العليّ العظيم، في كلّ ما يثيره خطابه من معان روحيّة وتجلّيات أخلاقيّة عالية.

 

هذا، وقد أثيرت جملة من علامات الاستفهام حول استعمال هاتين الصيغتين، ومنها ما يتعلّق بقول "العليّ"، وقد أجاب عنها العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، بقوله:

 

"الوارد في القرآن الكريم: وهو العليّ العظيم، ولذلك نقول: صدق الله العلي العظيم. وعلى كلّ حال، فإنّ المراد بالعليّ هو الله وليس الإمام عليّ (ع) كما قد يتخيّل البعض".

 

وقد يتوهّم البعض أنّ قولنا: صدق الله العليّ العظيم، أو: صدق الله العظيم، لا يصحّ بحقّ الله، لأنّنا بذلك نشكّك في صدق الله، فلا حاجة لنا لاستعمال هاتين الصّيغتين، وهنا يأتي إيضاح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض):

 

"هذا غير صحيح، وقد قال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(آل عمران: 95)، فإنَّ قولنا: "صدق الله العظيم"، لا يفهم منه إمكانية التشكيك في صدقه عزّ وجلّ، بل إقرار بالصّدق، وهو معنى صحيح".

 

أمّا فيما يتعلّق بالدّليل الشّرعي على صحة التلفّظ بهاتين الصّيغتين، فيقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض): "كلاهما جائز، وإضافة لفظ (العليّ)، هو زيادة في التعظيم لله، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم". (استفتاءات/ سؤال وجواب).

 

وختامًا، وفي السِّياق ذاته، فإنَّنا مدعوّون إلى تحسّس كلام الله تعالى وفهم خطابه لنا، والعمل على التفاعل مع كلّ ذلك، بما ينهض بنا على كلّ المستويات، ويجعلنا ممن يتّبعون القول الحسن عملاً وسلوكاً وموقفاً وحركة.

 

موقع بينات

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة