ذكراكَ تبقى إلى ما لا نهاياتِ
وذكر غيرك يفنى بعد ساعاتِ
ذكراك مولاي آياتٌ مخلَّدةٌ
هي البطولةُ قد صيغت بآياتِ
ذكراك عطّرت الدنيا بأجمعها
فشعّ من ذكرها نورُ الهداياتِ
ما إن ذُكرتَ ففيك العدل نذكره
يا قاضيَ العدل في كلّ الخلافاتِ
قد جئتَ في زمنٍ لم يفهموك بهِ
وكلُّ جيلٍ يحيل الفهمَ للآتي
حارت عقول الورى في فهم حيدرةٍ
إلا النبيّ وخلاق السماواتِ
ما أنجبت (أمُّ دفر)* مذ بدايتها
ذاتاً كذاتك في كلِّ الولاداتِ
ما بين أصحابه آخى الرسول ،وما
رأى سواك أخاً يومَ المؤاخاةِ
ولا ألوم الذي غالى بحيدرةٍ
لكنني لستُ من أهلِ المغالاةِ
ضاعت حقوقُك في عصربه ألفوا
أن يسجدوا فيه للعزّى والـّلاتِ
لولاكَ ما رفع الإسلامُ رايتَهُ
خفّاقةً في الدنا من فوق راياتِ
لولا حسامك كان الدينُ مضيعةً
لكلِّ أهوجَ من أهل الضلالاتِ
نهجُ البلاغةِ من آياتهِ سطعت
أنوارُ هدي كأنوارٍ بمشكاةِ
نهج البلاغة دستورٌ إلى أُممٍ
من فيضه تستقي كلُّ الحكوماتِ
يدعو إلى العدل ، والأخلاق رائدهُ
في كلّ فصلٍ وفي شتّى العباراتِ
ما كان أسعد قومي لو به عملوا
لما خضعنا لقانون العقوباتِ
مولايَ آمل يوم الحشر تشفع لي
إن لم أنلْ عطفكم يا طولَ آهاتي
ضاعت حقوقي يا مولاي في زمنٍ
وكم شكوت ولم تُسمع شكاياتي
وحاربتني الليالي ، فادّرعتُ لها
بحبّكم ، وهو درعي في الملماتِ
أنت الإمام الذي نرجو شفاعته
يوم الجزاء لأصحاب الشفاعاتِ
مواقف لك في الإسلام يذكرها
لك الرسول بعنوان المباهاةِ
جلّت عن الحصر ، لا يُحص لهاعددٌ
مثل الكواكب في أُفق السماواتِ
تحنو على البائس المسكي ، تسعفه
كأنه لك إبنٌ من سلالاتِ
تدعو لإنقاذه من كلّ معضلةٍ
هذي وصاياك تدعو للمواساةِ
حتى ابنُ ملجم كم أوصيت فيه وكم
منحته منك عطفاً في المبرّاتِ
هو الذي قد جنت كفّاه واقترفت
جنايةً ، دونها كلّ الجناياتِ
ويل (ابن ملجم) فالتاريخ يلعنه
في كلّ آنٍ بلعناتٍ ولعناتِ
لولا الصلاة وذكر الله يشغله
لما تمكّن منه الغاشم العاتي
أبا الحسين ولائي ذا أُقدّمه
لشخصك الفذّ ، فاقبل لي موالاتي
إيه (ابن ملجم) لم تقتلْ أبا حسنٍ
فإنه خالد في الروح والذاتِ