بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى أهل بيته سفن النجاة ومصابيح الهدى في الهلكات.
حضرات المستمعين الأفاضل السلام عليكم وأهلاً بكم في حلقة أخرى وجديدة من سلسلة حلقات برنامج (نهج الحياة) في هذه الحلقة تفسير موجز لـ 12 آية من سورة الشعراء من الآية التسعين حتى الآية الأولى بعد المئة.
ونبدأ بالإستماع الى تلاوة الآيات 90 الى 94:
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٩٠﴾
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾
مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾
يوضح النص الشريف أن أهل الجنة هم المتقون المؤمنون وأن أهل النار هم العاصون الضالون.
أجل، إن الهداية هي السبيل الى الجنة والضلال هو الطريق الى النار.
وفي يوم القيامة وبعد أن يرى الناس ثمرة أعمالهم الدنيوية يشعر الكافرون بالحسرة والخسران لما مر منهم.
نعم، إن يوم الحساب يوم على الكافرين عصيب، يوم يعظ الظالم على يديه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا.
وإليكم الدروس المستفادة من الآيات المفسرة فهي كالآتي:
- إن الدنيا دار عمل والآخرة دار نتائج الأمال وفي يوم القيامة يعرض الناس للحساب.
- إن منزلة المؤمن عالية جداً ولهذا تحضر الجنة له وتعد.
- إن الأصنام أو سائر المعبودات من دون الله لا حول لها ولا قوة، إذن كيف لها أن تحافظ عن أصحابها في يوم القيامة؟
ويقول تعالى في الآيات 94 الى 98:
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾
تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾
إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾
في يوم المعاد يبرز كل الخلائق للواحد القهار، وحتى الأصنام والجمادات يؤتى بها. وعندها يلمس الكافرون بأيديهم هذه الحقيقة وهي أن هذه الأصنام الصماء لا تنفعهم في شيء وهي لم تنفعهم في الدنيا كذلك، رغم ما قدموه لها من نذور وقرابين جهلاً.
بالنسبة للأصنام الحجرية ورغم اتباعهم لها ولأهوائها وبالنسبة للأوثان المعنوية مثل الأهواء والأئمة المضلين وغيرهم.
وبأمر الله تعالى يلقى بتلك الأصنام في نار جهنم، من دون أن تعمل هذه الأصنام شيئاً لدرء النار عنها. فكيف لها إنقاذ من كانوا عليها عاكفين.
والنار كذلك مأوى الشيطان ومن سار على دربه المنحرف وفي النار يشب جدال بين فئات الضالين والمغضوب عليهم، فتسيطر عليهم وهم يصطلون بنار الجحيم، وإزاء هذه الأجواء القائمة، ترى صافي الأجواء في الجنة التي في رحابها الواسعات يرفل المؤمنون في سعادة وهناء.
ويدلنا المفسر على ما يلي:
- إن الصداقة القائمة في الدنيا على اساس الإنحراف تتحول في الآخرة الى عداء.
- يوم القيامة تستيقظ الضمائر ويلوم الكافر نفسه ويندم على ما فعل ولات حين مندم.
وآخر ثلاث آيات نفسرها في هذه الحلقة هي الآيات 99 الى 101 من سورة الشعراء المباركة، لنستمع تلاوتها أولاً:
وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾
فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾
وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾
إن الكافر يصل الى حقيقة أمره في يوم القيامة أنه في ذلك اليوم يعترف ويقر بأنه كان في ضلال وأن المجرمين أضلوه وعن سواء السبيل حرفوه.
إن الكافرين يعترفون بأنهم اتبعوا في الدنيا أهل الجاه والمال ظناً منهم أن هؤلاء هم لهم هداة.
وفي يوم القيامة ينتبه الكافر الى غيه وانحرافه ويرى نفسه وحيداً لا ناصر له ولا شفيع.
ولنأخذ الدروس من هذه الآيات فهي ثلاثة على النحو التالي:
- في يوم القيامة يلقي الكافر باللائمة على أصنامهم ومن أضلوهم.
- في ويوم القيامة يحرم المشركون من الشفاعة، فالنبي وآله والمعصومون – صلى الله عليه وعليهم – إنما يشفعون للمؤمنين ولمن يستحقون الشفاعة والكفار ليسوا منهم.
- إن الإنسان بحاجة الى الصديق الصدوق في الدنيا وفي الآخرة وهؤلاء الأصدقاء هم المؤمنون.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا انتهت حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة.
الى اللقاء والسلام عليكم.