وجاءت هذه الخطوة بعد عام من التوتر السياسي الذي شهد ثلاثة انتخابات غير حاسمة، فيما فرض نتنياهو إجراءات قانونية وأمنية صارمة للتعامل مع انتشار فيروس كورونا.
واتهم حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو حزب "كحول لفان" (أزرق أبيض) الوسطي الذي يتزعمه الجنرال بيني غانتس بانتهاك الممارسة المعتادة في الكنيست بعد انتخابات الثاني من آذار/ مارس.
واتهم الليكود حزب ازرق ابيض بـ "السلوك الديكتاتوري المدمر الذي يحض على الكراهية"، في ظل "الأزمة الصحية الحادة" التي أدّت حتى اليوم إلى إصابة 1442 شخصاً في الكيان بفيروس كورونا المستجدّ توفي واحد منهم.
وشهدت الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر فوز الأحزاب المناهضة لنتانياهو بـ62 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً بينما فاز المعسكر اليميني بالمقاعد الـ58 المتبقية.
وتم تكليف غانتس الأسبوع الماضي تشكيل حكومة بدعم من القائمة المشتركة.
وتركز الخلاف الإثنين على تشكيل اللجنة المنظّمة الرئيسية للكنيست وهي المسؤولة عن تشكيل لجان برلمانية مثل اللجنة الامنية واللجنة المالية ولجان أخرى.
وعادة يتم الاتفاق على هذه اللجنة بعد أداء القسم عقب كل انتخابات جديدة، لكنّ الاطراف لم تتفق عليها الاسبوع الماضي بعد ان ادوا اليمين الدستورية.
وحدد رئيس الكنيست يولي ايدلشتاين عضو الليكود وحليف نتانياهو جلسة لكامل اعضاء الهيئة العامة الإثنين للتصويت على اللجنة المنظمة.
لكنّ حزب "أزرق أبيض" أعلن ان تشكيل اللجنة المنظمة سيخضع للتصويت وخصوصاً أنه يملك الغالبية، ما اثار غضب اليمين الذي اتهم حزب غانتس باجباره على القبول باجندته المناهضة لنتانياهو وسط أزمة صحية غير مسبوقة.
ومساء الإثنين صوّت 61 نائباً من أصل 120 يتألّف منهم الكنيست لصالح تشكيل اللجنة المنظّمة.
وجاءت مقاطعة احزاب الليكود واليمين قبل ساعات من موعد بدء جلسة الكنيست.
وقال الليكود إنّه "منذ انشاء دولة اسرائيل وانتخاب 22 كنيست سابقة لم يطرح موضوع تشكيل اللجنة المنظمة واللجان الاخرى على التصويت".
وأضاف في بيان أنّ "الليكود وحلفاءه قرروا مقاطعة المناقشات المكثفة وعدم المشاركة في هذه العملية المشينة".
ودعا نتانياهو مرارا غانتس للانضمام إليه في حكومة وحدة، مع التناوب بينهما على منصب رئيس الوزراء، ودعم رئيس الدولة رؤوفين ريفلين هذه الفكرة.
واتّهم الليكود أيضا ازرق ابيض بمحاولة استبدال رئيس الكنيست يولي ايدلشتاين الموالي لنتانياهو، بذريعة انه يجب اختياره فقط بعد تشكيل الحكومة.
وطلب ازرق ابيض من المحكمة العليا النظر في رئاسة ايدلشتاين، التي قررت تحديد موعد للتصويت لتعيين رئيس جديد للبرلمان بحلول الأربعاء.
لكنّ إيدلشتاين رفض ما اعتبره "مهلة نهائية" حدّدتها له المحكمة العليا، معتبراً أنّه ليس من صلاحية أعلى هيئة قضائية في الدولة العبرية تحديد جدول أعمال الكنيست.
ويهدد الليكود بوقف مفاوضات تشكيل حكومة وحدة في حال أطيح بايدلشتاين.
ويواجه نتانياهو سلسلة اتهامات بالفساد وهي ادعاءات ينفيها، لكنها قد تعرض حياته السياسية للخطر وخصوصا ان النواب الذين يعارضونه، وهم غالبية، يدعمون إقرار قانون يمنع أي شخص قدّمت ضدّه لائحة اتهام جنائية من شغل منصب رئيس الوزراء.