وصف سماحته فحوي هذه الخطة بأنه نوع من اللعب بالكلمات، وأضاف في هذا الصدد: "يظن الأمريكيون أن خطتهم ستحقق النجاح ضد الشعب الفلسطيني من خلال إطلاق اسم كبير عليها، في حين أن إجرائهم هذا إجراء غبي وخبيث، وهذه القضية في غير صالحهم منذ بدايتها".
وبعبارة أفضل، بدلاً من أن يعتبر سماحته مضمون صفقة القرن سياسةً جديدةً، اعتبره كنوع من النرجسية الأمريكية، حيث يعتقد معظم المحللين الدوليين أن سبب مثل هذه السياسات السطحية يعود إلي شخصية ترامب النرجسية.
ولأن السياسة أمر عقلاني ويجب أن تتمتع بنوع من التوازن على الأقل، لذا فإن خطة "كل شيء لي ولا شيء لك" هي رغبة صبيانية في الأساس أكثر من كونها سياسةً.
من ناحية أخرى، فإن هذه الخطة هي على حساب الأمريكيين، لأنه لا توجد أي إمكانية لبناء إجماع دولي على تنفيذها، وقد عارض معظم القادة من مختلف البلدان الخطة منذ البداية، حتى أن حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين أعلنوا معارضتهم جهاراً فيما يتعلق بضم المستوطنات غير الشرعية إلى الأراضي الإسرائيلية.
ومن هنا فإن سماحة القائد لا يقيم أي وزن لمسايرة عدد من الحكام العرب التابعين للخطة، ويري أن مثل هذه الضغوط الأحادية ليس فقط لن تؤدي إلى سحق حقوق الشعب الفلسطيني، بل إن هذه الخطة ستموت حتي قبل موت ترامب نفسه، وستكون سبباً في إحياء القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
ولذلك، من وجهة نظر سماحته، لا يمكن إيجاد حل معقول للقضية الفلسطينية من خلال الضحك والتصفيق لعدوٍ اعتماده الوحيد هو على السلاح والمال.
ولهذا السبب يعتبر سماحة القائد أن الحل المنطقي الوحيد هو "الصمود ومقاومة العدو"، ويؤكد صراحةً على أنه "يجب على الشعب الفلسطيني وفئاته وفصائله تضييق الساحة على الولايات المتحدة والعدو الصهيوني من خلال "الجهاد المضحّي"، وعلي العالم الإسلامي بأكمله دعم هذه المقاومة الشجاعة".
وهذا يدل علي أن العقوبات الاستكبارية الأكثر قسوةً لم تفشل في تقويض إرادة واستراتيجية جمهورية إيران الإسلامية لتوسيع محور المقاومة أمام الأطماع الأمريكية فحسب، بل إن الجمهورية الإسلامية مصممة بشكل أكبر من أي وقت مضي على دعم حركات المقاومة في المنطقة.
وتصريح سماحة قائد الثورة المعظم بأن "الجمهورية الإسلامية تعتبر دعم فصائل المقاومة الفلسطينية واجباً عليها، ولذا ستدعمها قدر استطاعتها"، يوضح عمق الإيمان وأولوية سياسة دعم حركات المقاومة في السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية. ذلك أن المقاومة لم تعد اليوم مجرد
استراتيجية أمنية يتم التعامل معها في غرفة الحرب، بل هي استراتيجية إنسانية تسعى جاهدةً للحفاظ على حياة الملايين في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
وكما أن دعم الشعب المظلوم في العراق وسوريا ضد الهجمات الوحشية لداعش في إطار محور المقاومة، كان أمراً إنسانياً، فإن دعم الشعب الفلسطيني المضطهد لتقرير مصيره يأتي في نفس الإطار بالضبط.
ولهذا السبب، يعتبر قائد الثورة المعظم أن نتيجة المقاومة هي توفُّر الظروف لإجراء انتخابات حرة في فلسطين فحسب، وليس فرض إرادة جمهورية إيران الإسلامية عليهم. ظروف عادلة تمكِّن جميع سكان فلسطين الأصليين، مسلمين كانوا أو يهوداً أو مسيحيين، من المشاركة فيها، وتحديد نظامهم السياسي وتقرير مصيرهم بحرية