بسم الله الرحمن الرحيم … الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله و بركاته… في هذه الحلقة نتعرف على بعض من احكام الاسلامة حول الفرد و الاسرة و المجتمع من ايات اخرى من سورة البقرة المباركة تستمعون اليها بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار.
مستمعينا الكرام نبدأ بالايتين الثامنة والثلاثين بعد المئتين و التاسعة و الثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة حيث يقول تعالى:
نعم اعزائي المستمعين , لابد من الانسان ان يكون على الدوام في ارتباط مع مبدأ الوجود و خالقه الله تبارك و تعالى ..و هذا الارتباط من الممكن ان تمت جسوره باشكال مختلفة من الدعاء و المناجاة و الصوم و الصلاة معراج الانسان المؤمن و هي السبيل من القرب الى ذات الالهية المقدسة انها عمود الدين و من اقامها فقد اقام الدين و من تركها و العياذ بالله فقد ترك الدين ..و الصلاة سواء واجبة او مستحبة هي غذاء للروح تنميها على الفضائل ، و انها كما هو صريح القران الكريم تنهي عن الفحشاء و المنكر ، و تأتي ايات الذكر الحكيم لتؤكد وجوب المراقبة على اتيان الصلاة حتى في حالات غير الاعتيادية من مرض او خوف او في ساحة حرب و حين الوغى … و للصلاة و لا ريب احكامها الخاصة بها و يجوز لدى الضرورة الاتيان بها بأي شكل كان على ان حاجة الانسان للصلاة حاجة دائمة و في حال القتال فان الصلاة لا تزاحم الجهاد لا بل انها تقوي معنويات المقاتلين و تزيد من شدة عزائمهم .. و قد جسد اهل بيت الرحمة صلوات الله عليهم و هم المثل الاسمى اعلى معاني الالتزام بالصلاة فهذا امير المؤمنين عليه السلام لم يترك صلاته في اشد لحظات حياته و منها ليلة الهرير في حرب صفين و عندما ضرب من قبل ابن ملجم اللعين ، و الامام السبط الحسين بن علي عليه السلام و هو في صحراء كربلاء و قد احاطت به جيوش البغي لم يترك الصلاة بل اداها بروح امنة ومطمئنة حتى استشهد في سبيل العقيدة و المبدأ راضيا مرضيا صلوات الله و سلامه عليه.
و يقول تعالى في الايات الاربعين بعد المئتين و الحادية و الاربعين بعد المئتين و الثانية و الاربعين بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم اعزائي المستمعين هذه الايات الشريفات تتناول احكاما اسرية تتعلق بالزوجات اللواتي مات ازواجهن او طلقن و اذا ما ارادت الزوجة المتوفى عنها زوجها المكوث في بيت الزوجية عاما من الزمن احتراما لبعلها فلابد ان توفر مصاريفها بما يليق بحياتها و ليس لاحد حق اخراجها من بيت زوجها . و اذا ارادت الزوجة الارملة الزواج من بعد انقضاء العدة الوفاة فليس لاحد منعها من تحقيق هذه الرغبة و هي حرة في اختيار الزوج المناسب لها …و تعلمنا هذه الايات ان الاسلام يهتم اهتماما بالغا بحقوق المرأة في الاسرة و يرى من اللازم توفير مستلزمات حياتها حتى بعد طلاقها او موت زوجها ..
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة . يقول تعالى في الايتين الثالثة و الاربعين بعد المئتين و الرابعة و الاربعين بعد المئتين من سورة البقرة:
تتحدث هذه الايات في البداية عن قصة قوم لم يدافعوا عن دينهم امام هجمات الاعداء و خوفا من الموت هربوا من ديارهم… لكن الله تبارك و تعالى اماتهم ثم احياهم ليعلمهم درسا في ان الموت ليس في جبهات الحرب فحسب بل انه قدر الانسان يأتيه متى ما جاء اجله . و كما يقول امير المؤمنين عليه السلام كما نسب اليه : الموت لا والدا يبقي و لا ولدا هذا السبيل الى ان لا ترى احدا للموت فينا سهام غير خاطئة من فاته اليوم سهم لم يفته غدا.
نعم مستمعينا الكرام يخاطب الله في هذه الايات المسلمين ليعتبروا من افعال الماضين و ليعلموا ان الفرار من الحرب لا يمكن ان يكون فرارا من الموت المحتم على ان الفرار من الحرب و الجهاد به اثم و معصية و في هذا الكلام القراني الفذ دروس و عبر هي:
اولا: احياء الموتى يوم القيامة امر ممكن لدى الله.
ثانيا: لا يمكن الهروب من ارادة الله و مشيئته .
ثالثا: الجهاد امر واجب للدفاع عن الاسلام و ذود عن حياضه.
ورابعا: ليس الجهاد من اجل التسلط واستعراض القوة فهو قبل كل شئ واجب شرعي فيه رضا الله تبارك وتعالى.
نسال الله تعالى ان يمن علينا بطاعة اوامره واجتناب نواهيه ونساله تبارك اسمه ان يجعلنا جميعا من المصلين الذاكرين امين يا رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.