البث المباشر

تفسير موجز للآيات 103 حتى 107 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 14:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 34

بسم الله الرحمن الرحيم… الصلاة و السلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله تعالى وبركاته و اهلا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج الذي ياخذنا الى رحاب القران المقدسة حيث تفسير للايات الثالثة بعد المئة حتى السابعة بعد المئة من سورة البقرة.

 

مستمعينا الكرام و لنستمع بداية لقوله تعالى في الاية الثالثة بعد المئة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

مستمعين الكرام في الحلقة الماضية ذكرنا ان اليهود و بدلا من تمسكهم بالتوراة التي انزلت على موسى عليه السلام ان شغلوا بكتب السحر و الشعوذة و من اجل تبرير عملهم هذا اعتبروا السحر من عمل نبي الله سليمان على نبينا و اله و عليه الصلاة و السلام لكن القران الكريم الوحي الالهي الخالد يرفض هذه المزاعم اليهودية و يبرئ ساحة نبي سليمان عليه السلام من مثل هذه التهم و الافترائات … و تقول هذه الاية لو ان اليهود امنوا حقيقتا و لم يفتروا على انبياء الله عليهم السلام لكان افضل لهم …الايمان بمفرده غير كاف اذ لابد ان تلازمه التقوى ، و التقوى لا تعني اجتناب المحرمات فقط فكما ان التقوى تمنع الانسان من الكذب مثلا كذلك تشجعه على اتيان الصلاة على سبيل المثال و هذا الوازع نفسي اذا كان هو المحرك لفعل الخير و اجتناب الشر كان صاحبه متقيا و الا فهناك من لا يلبس حلّة التقوى و يفعل فعل المتقين بدافع الخوف او بفعل دوافع اخرى.

 

و يقول تعالى في الاية الرابعة بعد المئة من سورة البقرة:

 

نعم مستمعينا الكرام في صدر الاسلام و عندما كان النبي صلى اللهعليه و اله يتلوا على المسلمين ايات الله او يتحدث اليهم كان البعض و من اجل ان يفهموا الكلام الالهي و الحديث النبوي اكثر فاكثر يطلبون من الرسول الخاتم صلى الله عليه و اله ان يتأنى في كلامه رعاية لحالهم ….و كان اولئك يستمهلون النبي صلى الله عليه و اله بكلمة راعنا و هي في اللغة العربية تؤدي معنى المقصود …لكن بما انها في العبرية تدل على الحماقة و البله كان اليهود عندما كانوا يسمعونها من المسلمين كانوا يسخرون و من هنا نزلت هذه الاية الكريمه لتمنع من تصيد اعداء الاسلام في الماء العكر انها تريد للمسلمين ان يتجنبوا اي فعل او قول من شأنه ان يكون ذريعة بيد اعدائهم.

مستمعينا الكرام و الآن لنستمع مرة اخرى الى القارئ و الاستاذ برهيزكار و هو يتلوا علينا الاية الخامسة بعد المئة من سورة البقرة حيث يقول تعالى:

يبين هذا الكلام الالهي الشريف مدى عداء الكفار و المشركينللمؤمنين و شدة بغضهم و حسدهم لهم بحيث لم يكونوا يقدرون على رؤية المسلمين و نبيهم صلى الله عليه و اله و دينهم المنزه عن الدجل و الخرافات و الاوهام و يستفاد من هذه الاية ان الله تعالى بمنه و كرمه و فضله و رحمته يختار الانبياء و المرسلين عليهم السلام و ليس المعيار في الانتخاب الالهي العرق و الانتماء القبلي و ما الى ذلك فالله سبحانه و تعالى اعلم حيث يجعل رسالتهو يقول تعالى في الاية السادسة بعد المئة من سورة البقرة:

 

نعم عزيزي المستمع كان المسلمون يتوجهون في البداية في صلاتهم نحو بيت المقدس …و بعد ان قال لهم اليهود ان هذه قبلتنا و ان دينكم ليس بمستقل جاء الامر الالهي لتغيير القبلة من القدس الى مكة المكرمة ..و هنا تحجج اليهود و هذا ديدنهم بواهي الحجج كانوا يقولون لو كانت القبلة الاولى صحيحة فما الحاجة الى الثانية و التغيير و اذا كانت الثانية صحيحة فالاعمال السابقة باطلة …و جاء الرد الالهي في منطوق الاية التي تليت على مسامعكم و بما ان الاحكام الاسلامية تتبع المصلحة العامة فان تغير الظروف الزمانية و المكانية يغير من هذه المصلحة و بالتالي من الحكم الشرعي لكن ثمة ملاحظة مهمة ينبغي لفت النظر اليها هنا و هي ان اصول الاحكام الالهية و اسسها ثابتة لا تتغير.

 

اعزائي المستمعين يقول تعالى في الاية السابعة بعد المئة من سورة البقرة:

 

تؤشر هذه الاية الشريفة على السيادة الالهية المطلقة على الكون برمته و لقد كان بنو اسرائيل على تصور خاطئ حول سيادة الخالق المتعال و كانوا يرون ان يده مغلولة …غلت ايديهم و تعالى الله عما يصفون فيد الباري جلت عظمته مبسوطة في الخلق و التكوين و التشريع و التقنين و ثمة دروس نستقيها من هذه الايات المباركات:

اولا: من لوازم الايمان التقوى والصلاح.

وثانيا: الاعداء يتصيدون في الماء العكر فلا ينبغي بالفعل والقول ان نضع تحت تصرفهم شباك هذا التصيد.

ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا.

دمتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة