البث المباشر

تفسير الآيات 23 و24 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 10:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 12

بسم الله الرحمن الرحيم حضرات المستمعين الكرام اهلا بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حيث ستستمعون فيها الى تفسير الآيتين الثالثة و العشرين و الرابعة و العشرين من سورة البقرة .

اعزائنا المستمعين يقول تعالى في الآية الثالثة والعشرين:

وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٣﴾

 

نعم مستمعينا الأفاضل ان كل نبي من اجل اثبات نبوته لابد ان يأتي بمعجزة و عمل يعجز الآخرون على الاتيان بمثله. و معجزة رسول الاسلام هي القرآن حيث عجز البشر عن الاتيان بمثله لفظا و مضمونا و لعدة مرات دعا الله تعالى المعارضين للاسلام الذين لم يعترفوا بالقرآن أن يأتوا بمثله او بعشر سور مثله او حتى بسورة واحدة. و القرآن حث المعارضين للاسلام على الاستعانة بكل من يريد الاتيان بمثل هذا الكتاب العزيز، لكنه من جانب آخر اكد ان مثل هذا العمل الاعجازي لا يمكن ان يقوم به الانسان. وكما ذكرنا سابقاً مستمعينا الكرام ان لكل نبي معجزة غير ان معجزة النبي محمّد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وهي القرآن لها خصائصها التي تختص بها والتي نشير هنا باختصار الى بعضها :

  •  خلود المعجزة القرآنية … ان معجزات الأنبياء السابقين عليهم السلام كانت تقع في ازمنتها فقط و كان يطلع عليها اناس تلك الأزمنة و حسب اما القرآن الكريم فلم يكن معجزة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في عصره فقط انه معجزة على مدى التاريخ و مرور الأزمان لا يزلزل مكانة القرآن واعجازه لابل ان حقائقه ومعارفه تتوضح من يوم لآخر.
  •  أعلمية القرآن، ان القرآن لا يختص كما قلنا بزمان دون زمان ولا يختص كذلك بمكان دون مكان فلم يخاطب القرآن عرب الحجاز فحسب بل انه جاء للعالمين جميعا و لكل الاقوام والملل والنحل فلا تجد فيه خطاب يا أيها العرب انما جاء في هذا الذكر الحكيم عدة مرات خطاب يا أيها الناس.
  •  روحانية القرآن، ان معجزات سائر الأنبياء عليهم السلام كانت في الغالب ذات جانب مادي و انها ملفتة للانظار محيرة للعقول والالباب اما القرآن فهو من جنس الكلام والالفاظ تتكون الفاظه من حروف الابجدية العربية بيد انه ينفذ في اعماق النفوس فيخر له العقل البشري ساجدا والآن مستمعينا الكرام الى الدروس التي نتعلمها من هذه الآية:
  •  اهم خصوصية الانبياء عليهم السلام جعلتهم مؤهلين لنزول الوحي الالهي عليهم هي العبودية الخالصة لله تعالى و التسليم لارادته و من هنا نلاحظ ان القرآن الكريم و في الكثير من آياته يطلق لفظ عبادنا على الانبياء عليهم السلام و في هذه الآية جاء هذا اللفظ و ان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا.
  •  القرآن كتاب استدلال و احتجاج لا يبقي طريقا للشك.
  •  القرآن هو المعجزة الالهية الخالدة يدعوا الجميع من مختلف الاعراق و الالسن الى الاتيان بمثله
  •  الاسلام هو الدين الخالد و الدين العالمي لأن القرآن الكريم معجزته خالدة و عالمية.
  •  لا ينبغي ان نجعل الشك يتسرب اعتقادنا بأصول الدين.
  •  افضل حكم في كل الامور هو الضمير.
  •  حقانية القرآن امرٌ يقيني حتى انه تعالى تحدى المعارضين له أن يأتو و لو بسورة من مثله.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة ولنصغي الآن الى الآية الرابعة والعشرين من سورة البقرة:

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤﴾

في هذه الآية الكريمة يقول تعالى انه لا يمكن لأحد غير الله الاتيان بمثل هذا القرآن بدليل ورود لن التي تفيد نفي التأبيدية في اللغة العربية و من بعد ذلك يحذر القرآن الناس من نار جهنم التي وقودها ابدان الكافرين تشتعل الى جانب الاحجار و المراد بالحجارة في هذه الآية بعض انواع الوقود الحجري مثل الفحم الحجري و قد يكون مقصود من الحجارة هنا الأصنام التي كانت تعبد كآلهة و اغلبها كان ينحت من الحجر يحشرها الله مع عابديها لتكون دليلا علي كفرهم حيث نقرأ في الآية الثامنة و التسعين من سورة الأنبياء المباركة: { انكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنّم } و لنستعرض الدروس التي تعلمنا إياها هذه الآية أي الآية الرابعة و العشرون من سورة البقرة:

  •  لا تخشوا المعارضين لدينكم لانه الدين الحق وفي هذه الآية جاءت اشارة الى عجز المعارضين عن الاتيان بمثل القرآن في قوله تعالى:{ لم تفعلوا و لن تفعلوا }
  •  القلوب القاسية التي لا تقبل القرآن تحشر يوم القيامة مع الاحجار.
  •  كفر الانسان يجعله كالحجارة و الجماد.
  •  القرآن معجزة كل الازمنة و الامكنة و لا يختص اعجازه بزمان نزوله على قلب النبي الخاتم ( صلى الله عليه و آله و سلم )
  •  ان نار جهنم حارقة بشدة حتى انها تحرق الحجر كما تحرق الحطب اليابس.

مستمعيناالكرام مناذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن متابعتكم و نذكركم بانه بامكانكم الكتابة الينا على بريدنا الالكتروني: [email protected]

حتى الملتقي في حلقة قادمة ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم .

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة