بسم الله والحمد لله الذي هو نور النور وخالق كل نور، والصلاة والسلام على نوره الأتم نبيه المحبور وآله الأقمار والبدور.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم ومرحباً في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، ما أشد التباين بين صورة الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية التي تقدمها اليوم للعالم ممارسات داعش وأضرابها من إمتدادات التشويه الأموي للإسلام باسم الإسلام؛ وبين الصورة المشرقة التي تخبرنا بها أحاديث النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وهي تبشر بالمهدي المحمدي الذي سيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
فالدولة الإسلامية التي يبشر بها أدعياء الخلافة على منهاج النبوة، عمادها القتل وقطع الرؤوس واستعباد الآخرين وسلبهم حتى حرية التفكير، في حين أن الدولة الإسلامية التي وعدنا الله بإقامتها على يد خليفته المهدي الموعود – عجل الله فرجه – هي دولة الإنقاذ للمظلومين وإحياء الذين أماتهم إبليس بدولته، هي دولة العدل المحفوف بالرحمة، والقسط المحفوف بحفظ الكرامة لجميع البشر.
وهذه بعض المضامين التي تشتمل عليها المديحتان المهدويتان اللتان إخترناهما لهذا اللقاء وهي من إنشاء الأديب الولائي العالم سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني حفظه الله.
وقد نشرت ضمن قصائده الولائية على موقعه الإلكتروني... تابعونا على بركة الله..
تحت عنوان (أيا حجة الرحمن) قال سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني مادحاً الإمام المهدي المنتظر – عجل الله فرجه - :
قد جاء يركع في محرابكَ القدرُ
وأنت للمجد أهلٌ أيّها القمرُ
وقد أتتكَ ودمع العين منهملٌ
تشكو إليك أساها الآيُ والسّورُ
فذا هو الحق بعد العز مضطهدٌ
قد نال منه لجهل الأمّة الشرر
والعدل أضحى شعارا يستعان به
مكرا إذا ما تهاوتْ في الوغى الزبر
والعلم قد صار في كفّ الهوى شَرَكا
به النفاق لحكم الجور ينتصر
والمتقون ذوو الألباب في نكدٍ
من الحياة هو الإعصار والكدر
فارْفعْ بعزمك سيف الحقّ منتصرا
فالدين قد كاد للأهواء يندثر
قد راح يلعب فيه الماكرون ومَنْ
قد هزّهُ لدجى أحلامه البطر
ونحن فوق ربى الأعواد مدرسة
تتلى بها من عظيم الحكمةِ الدرر
لكنما الفعل من أجل الهوى شطط
والعزم للوهن مفلولٌ ومحتضر
فإنقذ أيا حجة الرحمن أمّة مَنْ
قد كان للحق نورا فيه يُفتخر
حتى مَ يبْن الكرام الغرّ منتهبٌ
منكم تراث بأيدٍ كفها قذر
حتى مَ نحن نعيش الذلّ في وطن
قد راح يُرْهِبُ فيه المؤمنَ الشررُ
حتى مَ صبرُك والأوغاد قد هدمتْ
كم من عروش بها الآفاق تزدهر
حتى مَ يلعب بإسْم الدين طاغية
ويدّعي الحقّ وهو الكفر والغرر
حتى مَ في كعبة العشاق يحكم مَنْ
هو الضلالة والأحقاد والضرر
وفي قصيدة مهدوية عنوانها (تأملات) يشير سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني الى جوانب متعددة من ظهور جماليات الحياة في الدولة المهدوية فيقول حفظه الله:
أما آنَ أن يزهو بمبسمه الفجرُ
فقد طال ليل الهجر وانعدم الصبرُ
أما آنَ أنْ تعلو على الأفق أنجمٌ ..
تنير بجنح الليل يقدمُها البدرُ
أما آنَ أن تجلى الغيوم لتعتلي ..
على الأفق شمسٌ في نواظرها البِشْرُ
أما آنَ أنْ يعلو على فنن الهوى
بألحانه طرباً لذي شغفٍ طير
أما آنَ أن تصحو من النوم أمةٌ ..
يعشعِشُ في أوطانها البومُ والفقرُ
أما آنَ أن يُبكى على حال أمةٍ ..
رماها بسهم الذلّ للوهن القهرُ
أما آنَ أنْ تستنهض البيض للعلا ..
براية عدلٍ في طلائعها النصرُ
أما آنَ أنْ يستبدل الجور والشقى ..
بصبح سلامٍ في مرابعه العِطرُ
لكم منا مستمعينا الأطياب أطيب الشكر على طيب إصغائكم لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.