بسم الله والحمد لله الذي شرفنا بمودة وموالاة صفوته الرحماء حبيبنا سيد الأنبياء الهادي المختار وآله الأطهار عليهم صلواته وبركاته آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، إن من أبرز صفات نبي الرحمة وأهل بيته شدة حرصهم – عليهم السلام – على مصالح الخلق وعلى نقلهم من الظلمات والنور وإيصالهم الى ما فيه صلاحهم وسعادتهم.
وهذه الصفة البارزة من أهم صفاتهم – عليهم السلام – التي شدت إليهم قلوب وآمال حتى أتباع الديانات الأخرى ومنهم النصارى، فجعلتهم ينشدون فيهم غرر القصائد المتطلعة الى الحرية والعدل.
وهذا ما يتجلى بوضوح في المقطوعات التي اخترناها لهذا اللقاء في مدح النبي المصطفى ووصيه الإمام علي المرتضى – عليهما وآلهما السلام -.
وهذه المقطوعات مؤثرة للغاية أنشأها ثلاثة من الأدباء المسيحيين المعاصرين هم: عبد الله يوركي حلاق ووصفي قرنفلي من سوريا وفؤاد جرداق من لبنان، تابعونا مشكورين..
نبدأ أيها الأكارم بالمقطوعات التالية في مديح سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – نختارها من مقالة نشرته مجلة الوعي الإسلامي الكويتية تحت عنوان (عبدالله يوركي حلاق، شاعر مسيحي تباهى بالإسلام).. فمن قصيدة ألقاها هذا الأديب الحلبي في مهرجان الشعر الدوري الذي أقيم بتأريخ ۲۳/أيلول/سنة ۱۹٦۱ ميلادية نقرأ قوله:
قبس من الصحراء شعشع نوره
فجلا ظلامَ الجهل عن دنيانَا
ومشى وفي أردانه عبقُ الهدى
وأريج فضلٍ عطَّر الأكوانا
بعث الشريعة من غياهب رمسها
فرعى الحقوق وفتَّح الأذهانا
إني مسيحي أجل محمداً
وأراه في سفر العلا عنوانا
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
صاغ الحديث وعلم القرآنا
إني أباهي بالرسول لأنه
صقل النفوس وهذب الوجدانا
ولأنه داس الجهالة وانتضى
سيف الجهاد فحطم الأوثانا
ويقول الأديب المسيحي السوري عبدالله يوركي حلاق في مديحة محمدية ثانية:
ومحمد ألق النبوة في الكتاب المنزل
شرع الهداية شرعه مذ كان لم يتبدل
هو مشعل الدين المخلد وهو نور المشعل
أيها الإخوة والأخوات، ومن مديحة محمدية أنشأها الشاعر السوري (وصفي قرنفلي) المتوفى سنة ۱۹۷۸ نقرأ دفاعه عن مدحه رسول الإسلام – صلى الله عليه وآله – وهو يقول:
قد يقولون شاعرٌ نصرانيٌ
يرسل الحب في كذاب البيان
كذبوا- والرسول- لم يجر يوماً
بخلاف الذي أكن لساني
ما ترائيت بالهوى بل سقاني
طائف الحب والهوى ما سقاني
أو عارٌ على فتىً يعربيٍ
إن تغنى بالسيد العدناني؟
أو ليس الرسول منقذ هذا الـ
شرق من ظلمة الهوى والهوان
أفكنا لولا الرسول سوى الـ
عبدان بئست معيشة العبدان
أو ليس الوفاء أن تخلص
المنقذ حباً إن كنت ذا وجدان
فالتحيات والسلام أبا القاسم
تهدى إليك في كل آن
وأخيراً نقرأ في مقالة قيمة كتبها سماحة العالم اللبناني الأديب الشيخ عفيف النابلسي تحت عنوان (الأدباء المسيحيين في لبنان) ما نقله عن الأديب المبدع الأستاذ (فؤاد جرداق) وهو شقيق الأستاذ جورج جرداق مؤلف الكتاب الشهير (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية).
وهذه الأبيات هي في مدح الوصي المرتضى – عليه السلام – وقد قدم لها الشيخ النابلسي بالقول:
يقول الأستاذ فؤاد جرداق مستغيثاً بعلي – عليه السلام – ومنهجاً البشر بأن خلاصهم هو في اتباع طريقته ونهجه، يقول:
كلما بي عارض الخطب الم
وصماني من عنا الدهر الم
رحت اشكو لعلي علتي
وعلي ملجأ من كل هم
وانادي الحق في اعلامه
وعلي علم الحق الاشم
فهو للظالم رعد قاصف
وهو للمظلوم فينا معتصم
وهو للعدل حمى قد صانه
خلق فذ وسيف وقلم
من لاوطان بها العسف طغى
ولأرض فوقها الفقر جثم
غير نهج عادل في حكمه
يرفع الحيف اذا الحيف حكم
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبلوا منا أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) دمتم في أمان الله.