البث المباشر

أحببت آل محمد (ص)

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 11:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 645

بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ رزقنا معرفة ومودة أبواب رحمته وأنوار هدايته للعالمين صفوته المنتجبين محمد المبعوث رحمة للعالمين وآله شموس النور الرباني المبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين...
إن من أهم العوامل التي تعين المؤمن على التقرب إلى الله هو ترسيخ محبته عزوجل في القلوب، ومحبته تبارك وتعالى هي ثمرة مودة صفوته الطاهرين أهل بيت النبوي – عليهم السلام – ولذلك أمر الله عزوجل بها في كتابه المجيد، فهي التي تجعل التحلي بأخلاقهم حالة طوعية في المؤمن.
ولذلك حرص الشعر الولائي على ترسيخ هذه المودة القدسية ومن نتاجاته البديعة قصيدة (أحببت آل محمد صلى الله عليه وآله) للأديب الولائي المبدع الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير، نقرأها لكم بعون الله فكونوا معنا مشكورين.
قال الأديب الحافظ محمد بن إبراهيم في قصيدته التي ننقلها لكم من موقع (شبكة الإمام الرضا – عليه السلام):

ظَلَّت عَواذِلُـه تَـروحُ وتَغتـدي

وتُعيدُ تعنيفَ المحـبِّ وتعتـدي

واللَّومُ لا يُثني المحبَّ عن الهوى

ويَزيُـد توليـعَ الفـؤادِ المُعْمَـدِ

إنّ المحبَّ عن المَلامةِ في الهوى

في شاغلٍ لولا اللوائـم تعتـدي

ألهَى المحبَّ عن المَلامَ وضِـدُّهُ

بين الجوانـح لوعـةٌ لـم تَبـردِ

وخُفوقُ قلـبٍ لا يَقـرُّ قـرارُهُ

وسفوحُ دمع صَوبُه لـم يَجمُـدِ

قُلْ للعَذول: أفِقْ، فلسـتُ بِمُنَتِـه

عن حبِّ أجملِ مَن تَحلى، فآبعُـدِ

لو لُمتَني في الغَورِ لم أشتَقْ إلـى

شَطَّيهِ، أو في نجدِهـم لـم أُنجِـدِ

أو كان لومُك في التَّصابي ما صبا

قلبي، ولا غلَبَ الغـرامُ تَجلُّـدي

أو لُمتَني في اللهو، لم أطرَبْ على

نَغَم الغناء من القريـضِ ومَعبِـدِ

أو لُمتَني في المالِ لـم يَسْتَهْوِنـي

نظرُ اللُّجَينِ ولا نُضـارُ العَسْجَـدِ

أو لمتَني في حـبِّ غيـرِ محمّـدٍ

لَحَسِبتُ أنّك بالنصيحـةِ مُرشـدي

أو لو رأيـتَ محبّـةً مِثـلاً لـه

للمُهتدي والمُرتجـي والمُجتَـدي

يَهديهِ أو يُجديـه أو يُغنيـه عـن

نورِ الرسـولِ الساطـعِ المتوقّـدِ

هيهاتَ ما آبتَهج الوجـودُ بِمِثْلـهِ

فَدَعِ اللَّجـاجَ فمِثلُـه لـم يُوجَـدِ

حَسْبي بأنّي قـد شُهِـرتُ بحبِّـهِ

شرفاً ببُردتـهِ الجميلـةِ أرتـدي

لـي بآسمـهِ وبحبّـهِ وبقُـربِـهِ

ذِممٌ عِظامٌ قد شَـدَدتُ بهـا يـدي

ومحمّـدٌ أوفـى الخلائـقِ ذِمّـةً

فَلْتَبلُغنّ بـيَ الأمانـي فـي غـدِ

يـا قلـبُ لا تَستَبْعِـدنّ لـقـاءَهُ

ثِقْ باللقـاء وبالوفـا وكـأنْ قَـدِ

يا حبّذا يـومَ القيـامة شُهَرتـي

بين الحلائقِ في المقام الأحمدي

بمحبّتي سُننَ الشفيـع، وإنّنـي

فيها عَصَيتُ مُعنِّفـي ومُفنّـدي

وتركتُ فيها جِيرتي وعشيرتي

ومحلَّ أترابي وموضعَ مولدي

فلأشكُوَنَّ إليه شكـوى مُوجَـعِ

مُتظلِّـمٍ مُتـجـرِّمٍ مُستنـجِـدِ

ممّا لَقِيتُ من المتاعبِ والأذى

في حبّهِ مِن ظالمِيَّ وحُسَّـدي

وأقول: أنجِدْ صادقاً في حبِّـهِ

مَن يُنجِدُ المظلومَ إن لم تُنْجِدِ ؟!

إنّي أُحبّ محمّداً فـوق الـورى

وبه كما فعَـلَ الأوائـلُ أقتـدي

فقد انقضَتْ خيرُ القرون ولم يكن

فيهم بغيرِ محمّـدٍ مَـن يهتـدي

وأحبُّ آلَ محمّدِ نفسـي الفِـدا

لهمُ، فمـا أحـدٌ كـآلِ محمّـدِ

هُم بابُ حِطّةَ والسفينةُ، والهدى

فيهم، وهم للظالميـن بِمَرصَـدِ

وهـمُ النجـومُ لخيّـرٍ مُتعـبِّـدٍ

وهمُ الرجومُ لكلِّ مَن لـم يَعبُـدِ

وهمُ الأمانُ لكلِّ مَن تحت السَّما

وجزاءُ أحمـدَ وُدُّهـم، فتَـوَدَّدِ

والقومُ والقرآن، فاعرِفْ قَدْرَهم

ثِقـلانِ للثقلَيـنِ نـصُّ محمّـدِ

وكفى لهم شرفاً ومجـداً باذخـاً

شرعُ الصلاةِ لهم بكـلِّ تَشهُّـدِ

ولهم فضائلُ لستُ أُحصي عَدَّها

مَن رام عَدَّ الشُّهْب لـم تَتَعَـدَّدِ!


كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة (أحببت آل محمد) للأديب المبدع الحافظ المحدث الشيخ محمد بن إبراهيم الوزير جزاه الله خيراً وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر وخالص الدعوات.. في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة