بسم الله ونحمده بخالص الشكر والثناء على أن منّ علينا بأعظم النعماء والآلاء، نعمة المودة والولاء لأنوار هدايته الساطعة وكنوز رحمته الواسعة الهادى المختار وآله الأطهار عليهم صلوات الله آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم إخوة الإيمان، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاءٍ آخر مع أصدق الشعر في مدح من بذكرهم يذكرالله وبحبهم يفوز المحب بحب الله.
من الظواهر الملحوظة قوة الآثار التي تركتها ملحمة أبي عبد الله الحسين – عليه السلام- في الوجدان الإيماني...فهي آثارٌ لم تستطع محوها جميع مساع الطواغيت والأئمة المضلين على كثافتها المشهودة طوال التاريخ الإسلامي...لقد أشارت الأحاديث الشريفة الى بعض مظاهر اثارالملحمة الحسينية واعتبرتها من علامات صدق الإيمان مشيرة الى عظمة بركاتها في الإصلاح الفردي والإجتماعي وفي التقرب من الله عزوجل....وهذا ما تصور بعض تجلياته القصيدة الحسينية التي إخترناها لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) عنوان القصيدة هو (جرح السؤال...بين يدي أبي الشهداء)، وقد تفجرت بها قريحة الولاء للأديب المبدع الأستاذ ناجي بن داود بن علي بن حسين الحرز و هو من مواليد منطقة الإحساء العريقة سنة ۱۳۷۹ للهجرة، وهوعضو نادي المنطقة الشرقية الأدبي وعضوالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وصاحب نتاجات أدبية واسلامية متعددة منها كتاب (شعراء قادمون من واحة الإحساء) وعدة من دواوين الشعر الولائي .
قال الأديب الولائي الاستاذ ناجي الحرز مخاطباً أبي الشهداء سلام الله عليه :
إيّاك... إيّاك... يا جرحي ويا ألمي
أعني إذا اهتزّ من فرط الأسى قلمي
وأنت أنشودتي الحيرى أردّدها
ما طال بعدك في قيد الضنى سأمي
وأنت سرٌّ عظيم لا أبوح به
إلاّ إذا انداح في مسرى دماك دمي
هم يسألون- أبا الأحرار- عن وتر
ما زلت أغرف من أشجانه نغمي
هم يسألون عن الآه التي انفلتت
رغم التعسّف والأحقاد والتّهم
هم يسألون عن آلاه التي نسفت
كلّ الحواجز والأستار واللّجم
هم يسألون ولكنّ الجواب أبى
إلّا انتظارك بين الماء والخيم
هناك في عرصة الطفّ التي خلقت
تروي الأحاديث عن تيّارك العرم
يا أيّها الكوكب المنقّض من إضمٍ
ماذا أهاجك يا مولاي من إضم؟
فثرت في عنفوان الفتح تحتضن ال
إيمان من كيد مشبوهٍ ومنتقم
وفي خطاك الأضاحي الظامئون إلى
ورد الفداء بكلّ الشوق والنهم
تفجّرون من اليأس العقيم صوىً
للنور ينهل منها كلّ مقتحم
بالله يا هضبات الطفّ كيف غفا
على ثراك صليل المجد والشمم؟
وكيف أيقظ في أرواحنا جبلاً
من الثبات وطوفاناً من الهمم؟
وكيف أزهرت الدنيا برمّتها
بما تدفّق من قلب هناك ظمي؟
وكيف؟ كيف؟ سؤالات نردّدها
ولا نملّ ولا ندري عن السّأم
ففي تباشيرك الالى وزهوتها
يطفو السؤال على إشراق مبتسم
ويوم توديعك الدامي يضجّ بنا
جرح السؤال بدمع فيك منسجم
وفي جميع تفاصيل أنطلاقتنا
إلى نداك، سؤالٌ نازف القدم
ها نحن يا بن عليّ ما نزال كما
شاء الوفاء وشاءت أقدس القيم
مولّهين وندري أنّ منهجنا
إلى رضاك حقول الشوك والضرم
فرحّبت ببريق السيف أعيننا
وقبّلته بجرحٍ غيرملتئم
نمضي وتمتمة الإشفاق ما هدأت
على الّذين أطاعوا موجة الصمم
وخدّرتهم شعاراتٌ يروّجها
سماسر الحقد من عبّادة الصنم
وهل يكون بنو الإنسان إن حجبت
عقولهم غيرقطعانٍ من الغنم
لو أنّهم، حطّموا كأس العناد على
رأس النديم الذي عن مشرقيك عمي
وطهّروا من حميّاها بصائرهم
ومزّقوا عن مآقيهم دجى الغمم
سيعرفونك زلزالاً بأوردة ال
تاريخ تنفخ فيها رعشة الحلم
وسوف نبقى على العهد القديم إلى
يوم اللقاء بكم يا اشرف النسم
في ظلّ عرش تشظّى عن حقيقتكم
وآدمٌ غارقٌ في لجّة العدم
أيها الاخوة والأخوات، القصيدة التي قرأناها لكم حملت عنوان (جرح السؤال بين يدي أبي الشهداء الحسين- عليه السلام-) إنتقيناها من ديوان الوسيلة لأحد أعلام شعراء الإحساء المعاصرين هو الأديب المبدع الإستاذ ناجي بن داود الحرز حفظه الله. وبهذا ينتهي لقاءٌ آخر من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبلوا خالص تحياتنا ودمتم في أطيب الأوقات في رعاية الله.