بسم الله وله الحمد والشكر أن أنعم علينا بنعمة معرفة ومودة وموالاة امنائه في بلاده، المصطفى الامين وآله الطيبين. السلام عليكم مستمعينا الأفاضل وأهلاً بكم في هذا اللقاء مع مدائح الأنوار الإلهية. أيها الأخوة والأخوات، إن شعر الولاء والحب لعترة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر من الأغراض السامية الخالدة التي تؤكد عمق الولاء لرسالة الإسلام وشدة الارتباط بالقادة الرساليين، وتكشف عن التزام الشاعر بواحد من أهم المباديء الإسلامية، ألا وهو مودة ذوي القربى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، التي تضمن سعادة الدارين، ولذلك أمر الله عزوجل في كتابه الكريم أن يطلبها الرسول الأعظم من امته كأجر لما تحمله في سبيل تبليغ الرسالة الإلهية، وفيما يلي بعض النماذج المختارة التي تؤكد الولاء والمحبة لأهل البيت عليهم السلام.
قال السيد الحميري المتوفى سنة ۱۷۳ هجري، وهو سيد شعراء المسلمين في القرن الهجري الثاني، قال في ولاء أهل البيت عليهم السلام وحبهم:
إنا ندين بحب آل محمد
دينا ومن يحبهم يستوجبُ
منا المودة والولاء ومن يرد
بدلا بآل محمد لا يحبب
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد
حوض الرسول وإن يرده يضرب
وقال السيد الحميري ايضا:
تتم صلاتي بالصلاة عليهم
وليست صلاتي بعد أن أتشهدا
بكاملة إن لم أصل عليهم
وأدعوا لهم ربا كريما ممجدا
بذلت لهم ودي ونصحي ونصرتي
مدى الدهر ما سميت يا صاح سيدا
وإن امرءاً يلحي على صدق ودهم
أحق وأولى فيهم أن يفنّدا
وقال رضوان الله عليه مبينا أحد آثار مودة أمير المؤمنين عليه السلام:
أحب الذي من مات من أهل وده
تلقاه بالبشر لدى الموت يضحك
ومن مات يهوى غيره من عدوه
فليس له إلا إلى النار مسلكُ
أبا حسن إني بفضلك عارف
وإني بحبل من هواك لممسك
وأنت وصي المصطفى وابن عمه
فإنا نعادي مبغضيك ونترك
مواليك ناجٍ ٍ مؤمن بين الهدى
وقاليك معروف الضلالة مشرك
أما سفيان بن مصعب العبدي، وهو من أعلام القرن الثاني ومن صفوة شعراء الولاء العلماء والمحدثين، وقد أوصى الإمام الصادق عليه السلام بتعلم شعره، فقد قال مؤكدا ولاء أهل البيت عليهم السلام:
آل النبي محمد
أهل الفضائل والمناقب
المرشدون من العمى
والمنقذون من اللوازب
الصادقون الناطقون
السابقون إلى الرغائب
فولاهم فرض من
الرحمن في القرآن واجب
مستمعينا الأفاضل، ومن شعر العلماء الأدباء من أهل السنة نقرأ لكم الأبيات لإمام مذهب الشافعية أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة ۲۰٤. قال في مودة أهل البيت عليهم السلام:
يا آل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
وقال رحمه الله:
قالوا ترفضت قلت كلا
ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شك
خير إمام وخير هاد
إن كان حب الولي رفضا
فإن رفضي إلى العباد
وقال أيضا:
يا راكبا قف بالمحصب من منى
واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى
فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي
وقال رئيس المذهب الشافعي أيضا:
لئن كان ذنبي حب آل محمد
فذلك ذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي
وبغضهم للشافعي ذنوب
والى هنا ينتهي اخوتنا مستمعي إذاعة طهران لقاء آخر من برنامج (مدائح الأنوار)، شكراً لكم على طيب المتابعة والسلام عليكم.