البث المباشر

بديعة مهيار الديلمي في علل موالاة آل محمد(ص)

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 14:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 328

بسم الله وله كامل الحمد والشكر والثناء على أن جعلنا من أهل مودة وموالاة سادة الأولياء محمد وآله النجباء عليهم صلوات الله. السلام عليكم إخوة الولاء ورحمة الله، مودة العترة المحمدية هي من الأوامر القرآنية المحورية التي إهتم شعراء الولاء بتصويرها وبيان علامات صدقها في مدائحهم للأنوار المحمدية، ومن علامات صدق المودة لأهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله البراءة من أعدائهم، وهذه العلامة التي هي من أهم خصائص القصيدة اللامية الغراء التي أنشأها الأديب الولائي المبدع ابو الحسن مهيار الديلمي الذي إعتنق الإسلام أواخر القرن الهجري الرابع على يد العلامة العلوي الجليل صاحب كتب التفسير والمجازات النبوية وجامع نهج البلاغة السيد الشريف الرضي. وقد حسن إسلام مهيار ببركة تعرفه من خلال الشيخ المفيد والشريفين الرضي والمرتضى على الإسلام المحمدي الأصيل، فجند شعره للدفاع عن أهل بيت النبوة عليهم السلام والبراءة من أعدائهم، كما سنرى في الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدته اللامية، كونوا معنا.
قال الشاعر الولائي مهيار الديلمي بعد مقدمة حكمية مؤثرة:

إعمل من اليوم لما تلقى غداً

أو لا فقل خيراً توفقٌ للعمل

ورد خفيف الظهر حوض أسرةٍ

إن ثقلوا الميزان في الخير ثقل

اشدد يداً بحب آل أحمد

فإنه عقدة فوز لا تحل

وابعث لهم مراثياً ومدحاً

صفوة ما راض الضمير ونخل

عقائلا تصان بابتذالها

وشاردات وهي للساري عقل

تحمل من فضلهم ما نهضت

بحمله أقوى المصاعيب الذلل

تنشي العلاء سيداً فسيداً

عنهم وتنعى بطلا بعد بطل

الطيبون أزراً تحت الدجى

الكائنون وزراً يوم الوجل

والمنعمون والثرى مقطب

من جدبه والعام غضبان أزل

خير مصل ملكاً وبشراً

وحافياً داس الثرى ومنتعل

هم وأبوهم شرفاً وأمهم

أكرم من تحوي السماء وتظل

لا طلقاء منعم عليهم

ولا يحارون إذا الناصر قل

يستشعرون الله أعلى في الورى

وغيرهم شعاره أعل هبل


وفي البيت المتقدم يشير الاديب المبدع مهيار الديلمي الى كلمة جد بني أمية أبي سفيان في معركة أحد حينما كان قائداً لجيش المشركين حيث صرخ بوجه المسلمين بشعار (أعل هبل). وقد ورث طواغيت بني أمية هذه الروح حتى بعد أن أظهروا الاسلام ورغم أن رسول الله صلى الله عليه واله قد عفا عنهم بعد فتح مكة فعرفوا بلقب (الطلقاء)، ونبقى أخوتنا مستمعي إذاعة طهران مع هذا الشاعر الولائي وهو يواصل مديحته للعترة المحمدية عليهم السلام قائلاً:

يا راكبا تحمله عيدية

مهوية الظهر بعضات الرحل

عرج بروضات الغري سائفا

ازكى ثرى وواطئا أعلى محل

وأدّ عني مبلغا تحيتي

خير الوصيين اخا خير الرسل


ثم ينتقل الأديب الولائي المبدع مهيار الديلمي الى تصوير فني بليغ لبعض ما تعرض له الوصي المرتضى عليه السلام من أذى بسبب دفاعه عن الأسلام المحمدي الأصيل، قال رضوان الله عليه:

سمعاً اميرالمؤمنين إنها

كنايةٌ لم تك فيها منتحِل

ما لقريشٍ ما ذقتك عهدها

ودامجتك ودَّها على دَخل

وطالبتك عن قديم غلّها

بعد أخيك بالتّراتِ والذَّحَل

وكيف ضمُّوا أمرهم واجتمعوا

فاستوزروا الرأي وأنت منعزل

وليس فيهم قادحٌ بريبةٍ

فيك ولا قاضٍ عليك بوهَل

ولا تُعدُّ بينهم منقبةٌ

إلا لك التفصيل منها والجُمل

وما لقومِ نافقوا محمداً

عمرَ الحياة وبغَوا فيه الغِيل

وتابعوه بقلوبٍ نزَل

الفرقانُ فيها ناطقاً بما نزل


مستمعينا الأفاضل، وفي البيت الأخير اشارة بليغة الى الآيات الكريمة التي حذرت المسلمين من مصائد المنافقين، وقد استمر الأديب الولائي مهيار الديلمي في عرض هذه الإشارات في تتمة قصيدة مضمنها كثيراً من حقائق الولاء الصادق، ولكن الوقت المخصص لهذا اللقاء قد أوشك على نهايته، لذا نوكل قراءاتها الى حلقة مقبلة في برنامجكم (مدائح الأنوار) الذي يأتيكم من إذاعة طهران شكراً لكم على طيب المتابعة وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة