بسم الله وله الحمد والثناء علي جميع صنعه في السراء والضراء وأزكي صلواته الناميات علي أحب خلقه اليه المصطفي الامين واله الطاهرين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، ورد في الاحاديث الشريفة التي روتها المصادر المعتبرة ان آل محمد صلي الله عليه وعلى آله لا يقاس بهم احد وهذه قاعدة عامة تشمل جميع شؤونهم عليهم السلام، وجميع شخصياتهم صغرت اعمارهم أو كبرت منهم بدر بدور الشام مولاتنا السيدة رقية التي كان ابوها الامام الحسين عليه السلام شديد الحب لها لشدة شبهها بجدتها سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام. وفي هذا اللقاء اخترنا لكم اخوة الولاء مديحة غراء لهذه الفاطمية الشهيدة واحدى رموز الملحمة الحسينية الاشد تأثيراً في القلوب وهذه المديحة من انشاء الاديب الولائي المعاصر الاستاذ احسان محمد شاكر، تابعونا مشكورين.
قال الاستاذ شاكر:
رقية يا درة الانبياء
تبلجت عن صدف الخاتم
أيا نبعة الوحي ميست دماك
بطيب الرضاعة من فاطم
ويا نسل أحمد صفواً حباك
بأكرم ما فاض من مكرم
فوجهك قرآن هذا الوجود
يترجم عن قلبك المفعم
وتأويل آياته في الطفوف
لديك من الحادث المحكم
فأنت وإن خصك الواصفون
بأقدس ما ضمّ في المعجم
لأرفع مما ينال البيان
و مما تخط يد الراقم
وان خصك صرف هذا الزمان
بكأس أمر متن العلقم
فذاك لما ناف من معدن
براك وما جلّ من منجم
وما مدحتي لك مما يقال
غلوّ ولا قولة الحالم
ولا راعني فيك عذل الغواة
كفاني جواب لمن تنتمي
فقد خصك الله في دوحة
تبرعمت في فرعها الأكرم
أيا زهرة ألبستها السياط
رداء البراءة كالعندم
دماء علي عاتقيها تسيل
ونبعاً ينزّ من البرعم
وعطر الغضارة منها يفوح
بطيب القداسة من هاشم
ولم انسها اذ حنت رأسها
علي الرأس ساجدة للدم
تؤدي مناسك حج السبا
وتسعي تلبي بلثم الفم
وكعبتها الرأس فيه تطوف
بسر من العشق لم يعلم
فلم ير في الجن ما كابدت
ولا في الملاك ولا الآدم
وما حجها مثل حج الخليل
وموسي وعيسي ولا آدم
وأفردها حبها للحسين
بمنسك من حجهم أعظم
فما طاف من قبلها الطائفون
بأقدس من بيتها الأكرم
ولا محرم قبلها بالدما
توضأ من فيض نحرٍ دمي
فلا عين عيسي وموسي الكليم
ولا عين حوا ولا مريم
رأت زفة العرس بين السيوف
تحني دماً وفرة القاسم
ولا العاكفون رأوا خيمة
لهم سجّرتها يد المضرم
ولم يصفعوا بأكف الطغاة
وليس لهم راحم أو حمي
ولا الزاهدون أطافوا بهم
أساري يساقون كالمغنم
وأني رأت أعين الانبياء
رضيعاً ظميّاً بسهمٍ رمي
تردي ظمياً ولولا السهام
تحز وريديه لم يفطم
وخيلاً تدوس عراة الصدور
ولله ماديس من أعظم
ورأساً علي رأس رمحٍ تطوف
به أرؤس غر كالانجم
ولا شهدت أعين الأنبياء
دماء القيود علي المعصم
ولم تصل حرّ لهيب السياط
تجول علي المتن كالارقم
فتنهش لحماً تود العروش
لتقبيله هيبة ترتمي
ونسوة يسلبها خدرها
ظلوم فتهدي الي أظلم
وأطفال أيتام عطشي جياع
علي الهزل في مقفرٍ مظلم
قضيت المناسك اطراقة
علي الرأس في صحوة الملهم
وقلبك نار تذيب الجمار
لهيباً ولم تطف بالساجم
فلامثل حجك من حجةٍ
ولا مثل طفك من موسم
ولا حرماً فاز في كعبة
كطست حوي كعبة في الدم
فلم ير كالطست من مسجد
وليس كمثلك من محرم
ولا مثل طهرك طهر الدماء
وليس كمثلك من قائم
ولا مثل اسرائك عند السري
ولا كعروجك في العالم
براقك فيه نجيع الدماء
وقصدك للاوحد الأقدم
رقية يهنيك هذا العروج
به عدت للاصل فلتسلمي
فلا كالسبا في الوري رحلة
ولا كحسينك من مغنم
استمعتم اخوة الولاء والايمان الي مرثية (درة الانبياء) في مدح ورثاء الفاطمية الشهيدة مولاتنا عزيزة الحسين وابنته السيدة رقية سلام الله عليها والتي أنشأها الاديب الولائي المعاصر الاستاذ احسان محمد شاكر. نشكر لكم حسن الاصغاء لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار) قدمناها لكم من اذعة طهران، دمتم في رعاية الله.