بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أحب الخلق الى الله محمد واله الهداة الى الله. السلام عليكم اخوة الايمان، (صلاة زينب عصر عاشوراء) هو العنوان الذي اخترناه لمقطع من قصيدة طويلة لأحد أدباء الولاء يصور فيها صلاة من نمط خاص تحمل مضامين سامية ادتها الصديقة الحوراء زينب الكبرى بعيد استشهاد الحسين عليه السلام. والاديب ينقل صفة هذه الصلاة وكأن العقيلة تحدثنا بها بلسان الحال لا لسان المقال، وفي تصوير فني بديع وكأنها عليها السلام تحكي قصة هذه الصلاة الملكوتية قائلة:
لما نظرت الى الحبيب مجدلاً
والشمر يسعر لاهثاً كي يثلما
في حوزة التوحيد أعظم ثلمة
اذ يقطع الرأس المخضب بالدما
وبخنجر الأحقاد يفري منحراً
كان النبي مقبلاً له لاثماً
واخي يجود بنفسه مستشهداً
ازف الوداع يقولها مسترحما
نادى: أخية أنت بنت عليّنا
فتصبري بالله صبراً أكرما
عظم البلاء فلا يطيق بلاءه
الى زينب ياعقيلة فاطما
بينا على تلّ أصبر مهجتي
نزلت عليّ بنصرها رسل السما
قالت: لك من ربك ما اخترته
جئنا هنا أن تأمري كي نخدما
أن شئت نصراً باختيار لقائه
تلقين رباً راضياً متكرما
وأنا على تلّ المصاب أجبتهم
والجفن يحبس ديمه المستكتما
قد شاء ربي رؤيتي مسبيةً
اذ شاء شئت وكان ربي أعلما
ونظرت شوقاً للذبيح بعبرةٍ
فأتيته والقلب قبلاً يمّما
خضبت وجهي من صعيد دمائه
غسلاً، وضوءا مسبغاً وتيمّما
وقصدت قبلتي الحسين وكعبةً
صليت وتراً بالنياحة تمّما
فرأيت بيت الله يهوي ساجداً
ويلوذ بالجسد السليب مسلّما
كبرت للاحرام سبعاً عند من
لاقى الاله مصلياً بل محرما
فسمعت تكبير العوالم جهرةً
ناحت معي مؤتمةً نوح الاما:
الله اكبر ياحسين لك الفدى
ذبحوك عطشاناً تلوب من الظما
الله اكبر يا أخي المجتبى
قتلوا حبيبك يا أخاه التوأما
الله اكبر يا حبيبة ربنا
هذا عزيزك رحله قد اضرما
الله اكبر يا علي المرتضى
هذا اثيرك للبواتر سلما
الله اكبر يا أبانا المصطفى
هذا رضيعك بالبلايا عمّما
الله اكبر يا ملائكة العلى
قتلوا مجيرك فاستديمي المأتما
الله اكبر ربنا يا غوثنا
هذا حنيفك راجعاً لك مسلما
أنا توجهنا اليك توسلاً
بدم الحسين فذا لوجهك قدّما
وتلوت فاتحة الكتاب بحمده
أعقبتها بالفجر سورة من سما
وجمعت آهاتي بكفي جمرةً
ورفعت طرفي في رضى صوب السّما
وقنت أدعو أن تقبل ربنا
قرباننا المذبوح والمتظلّما
وأعن عيالك في عبادة سبيها
واغفر لشيعتنا الذنوب ترحما
وركعت تعظيماً لمسلوب الرّدا
اذ صدّ عنّا بالفؤاد الأسهما
وبه الاله حمى شريعة جده
وعداً به من ناسهم أن يعصما
سبحان ربي من عظيم حمده
منه به سمع الدعاء وأنعما
وهويت بالتحميد أندب عالياً
سحقوا بثقل الخيل منه الأعظما
سبّحت ربي في على طفّ البلا
وعلى الوريد سجدت أحمد ضيغما
وسجدت ثانية أعفر جبهتي
والدمع يسقي قلبه اذ لا فما
وشهدت ان الله جل جلاله
معبود من عرف الشهيد الأكرما
أن لا اله سواه وهو محب من
عشق الحسين وكان فيه متيّما
أن النبي محمداً خير الورى
هو من حسين بدؤه أن يختما
أن الوصي أمير كل موحدٍ
وولاؤه عند الحسين تجسما
أن الشفاعة للبتول عطاؤها
للجازعين على الحسين تألما
أن البكاء على الحسين لجنة
قد فاز من واساه دمعاً أو دما
أن الزكي كريم ال محمد
جواداً بحب حسينه كم أطعما!
أن الائمة في بنيه تسعة
أركان مجلسه بهم قد قوّما
وشهدت أن لثأره طلابه
جند المؤمّل أن يقوم فيحكما
فحسيننا ثأر الاله ووتره
والله منجز وعده قد أبرما
وشهدت أن ترابه فيه الشفا
من كل داءٍ بينا ومطلسما
وشهدت أن من استظل بظله
وجد الاجابة للدعاء وأكرما
وشهدت أن الزائرين لقبره
وفد الاله فزادهم من السّما
وقرنت تسليم الصلاة ببدئها
فصلاتنا في كربلا لن تختما
قلت السلام على النبي واله
من ربنا متواتراً ومتمما
منك السلام اليك يرجع ربنا
أنت السلام فحيّنا به دائما
طيب السلام على النبي ملاذنا
والال منه مباركاً مستتمها
طيب السلام على الحسين وولده
والصحب منه اذ فدوه أنجما
فسمعت رداً للتحية هاتفاً:
وعلى السبايا العابدات مسلما
فسجدت شكراً للذبيح ورهطه
اذ أصبحوا بالذبح للدين حمى
من لم يعظم ذبح ربي شاكراً
والله ما شكر الاله المنعما
وسجدت للمعبود شكراً خالصاً
من كل رين فالمصاب استعظما
واخذت من ترب الشهادة خالصاً
وعجنتها بالدمع يهطل مسجما
وصنعت حباتٍ تلألأ نورها
مئةً وشاهوداً يفرّد سلّما
ونقشت أسماء الجلالة دعوةً
باسم الحسين نظامها قد أحكما
ونظمت مسبحتي بخيطٍ ازرقٍ
من غزل فاطمةٍ لأنوار السما
تسبيحة الزهراء زهرة ذكرنا
وغدت لالام المصيبة مرهما
فبها حباها الله لما أنبئت
نبأ الحسين وذبحه مستهضما
واليوم اذ مجل الفؤاد لخطبه
لذنا به ورداً حبيباً لازما
كانت هذه اخوة الولاء أبياتاً من مرثية زينبية لأحد أدباء الولاء يصور فيها صلاة الصديقة الحوراء الملكوتية عصر عاشوراء شكر لكم على طيب الاستماع لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار) دمتم في رعاية الله..