بسم الله وله الحمد نصير المستضعفين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد واله الطاهرين. السلام عليكم اخوة الولاء، نجد في ديوان الشعر الحسيني نماذج كثيرة تعرض مظلومية العترة المحمدية الطاهرة عليهم السلام، من خلال تصوير أخلاقيات أعدائهم وظالميهم التي تتمحور حول البغي والغدر وعبودية الدنيا والاهواء ونقض العهود وانتهاك حرمات الله. وممن برع في هذا المجال الحكيم الأديب ابو الفتح محمود الرملي المعروف بلقب (كشاجم) الشاعر الكاتب والمنطقي المحدث والطبيب الحكيم، المتوفى في اواسط القرن الهجري الرابع الذي كان من نوابغه. نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً مما أنشأه في هذا الباب، تابعونا مشكورين.
قال رضوان الله عليه في احدى مدائحه الولائية البديعة:
أجل هو الرزء جلّ فادحه
باكره فاجع ورائحه
فجائع لو درى الجنين بها
لعاد مبيضة مسائحه
يا بؤس للدهر حين آل رسول
الله تجتاحهم جوائحه
اذا تفكرت في مصابهم
أثقب زند الهموم قادحه
فبعضهم قربت مصارعه
وبعضهم بوعدت مطارحه
اظلم في كربلاء يومهم
ثم تجلى وهم ذبائحه
لا برح الغيث كل شارقةٍ
تهمي غواديه أو روائحه
على ثرى حلّه غريب رسول
الله مجروحه جوارحه
ذل حماه وقل ناصره
ونال أقصى مناه كاشحه
وسيق نسوانه طلائق أحزان
تهادى بهم طلائحه
وهن يمنعن بالوعيد من
النوح وعزّ العلا نوائحه
ويتوجه الأديب الحكيم ابو الفتح الرملي بخطابه الى رموز البغي الاموي وجميع خاذلي أهل بيت النبوة عليهم السلام فيقول:
يا شيع الغي والضلال ومن
كلهم جمة فضائحه
غششتم الله في أذية من
اليهم أديت نصائحه
عفرتم بالثرى جبين فتى
جبريل قبل النبي ماسحه
يطل ما بينكم دم لرسول
الله وابن السفاح سافحه
سيان عند الاله كلكم
خاذله منكم وذابحه
على الذي فاتهم بحقهم
لعن يغاديه أو يراوحه
الأديب الحكيم ابو الفتح الرملي المعروف بكشاجم وفي ختام قصيدته يتوجه الى مخاطبة العترة المحمدية قائلاً:
يا عترةً حبهم يبين به
صالح هذا الورى وطالحه
مغالق الشر أنتم يا بني
أحمد اذ غيركم مفاتحه
طبتم فان مرّ ذكركم عرضاً
فاح بمسك الجنان فائحه
أكاتم الحزن في محبتكم
والحزن يعيا به مكافحه
مستمعينا الافاضل ونختار من مرثية حسينية اخرى للأديب الحكيم أبي الفتح الرملي قوله رضوان الله عليه:
أعاذلتي ان برد الشفاء
كسانيه حبي لأهل الكساء
سفينة نوحٍ فمن يعتلق
بحبهم يعتلق بالنجاء
وأوصى النبي ولكن غدت
وصاياه منبذةً بالعراء
ولم ينشر القوم غل الصدور
حتى طواه الردى في رداء
ولو سلموا الامام الهدى
لقوبل معوجهم باستواء
هلال الى الرشد عالي الضياء
وسيف على الكفر ماضي الظباء
وبحر تدفق بالمعجزات
كما يتدفق ينبوع ماء
علوم سماوية لا تنال
ومن ذا ينال نجوم السماء
لعمري الالى جحدوا حقه
وما كان أولاهم بالولاء
وان وتر القوم في بدرهم
لقد نقض القوم في كربلاء
مطايا الخطايا حدى في الظلام
فما هم ّابليس غير الحداء
لقد هتكت حرم المصطفى
وحل بهن عظيم البلاء
حقود تضرم بدرية
وداء الحقود عزيز الدواء
أخيرة ربي من الخيرين
وصفوة ربي من الأصفياء
طهرتم فكنتم مديح المديح
وكان سواكم هجاء الهجاء
قضيت بحبكم ما عليّ
اذا ما دعيت لفصل القضاء
وأيقنت أن ذنوبي به
تساقط عني سقوط الهباء
فصلى عليكم اله الورى
صلاةً توازي نجوم السماء
رحم الله الأديب الحكيم الشيخ المحدث ابا الفتح الرملي على هذه الأشعار الولائية المؤثرة. وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) قدمناه لكم من اذاعة طهران دمتم بخير والسلام عليكم.