بسم الله وله المجد والحمد مبدأ كل خيرٍ ومنتهاه ومنشأ كل بركة ومأواها، والصلاة والسلام على مجاري خيره وبركاته ورحماته المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم إخوة الإيمان، مما لا شك فيه أن واقعة الطف الفظيعة قد اشتملت على أعلى مراتب المظلومية التي لم يشهد لها التأريخ الإنساني نظيراً، ولكن مما لا شك فيه أيضاً أن المظلومية الحسينية وتضحياتها الجليلة قد ملئت الوجود من البركات الإلهية الشاملة لجميع الخلائق. وهذا ما أشارت الى بعضه الأحاديث الشريفة عندما صرحت بأن الله عزوجل قد عوض أبا عبدالله الحسين عن شهادته بأن جعل الأئمة في ذريته، وإجابة الدعاء تحت قبته (أي بالتوسل به عليه السلام)، وجعل الشفاء في تربته. ومن هذا المنطلق الروائي والمصدق بما لا يحصى من تجارب المؤمنين، ينطلق أحد أدباء الولاء المعاصرين في قصيدة حسينية مؤثرة قرأنا لكم بعض مقاطعها في لقاءات سابقة من هذا البرنامج ونحن نقرأ لكم في هذا اللقاء مقاطع آخرى. تابعونا مشكورين.
أديبنا الولائي يواصل حديثه عن سيد الشهداء عليه السلام، مشيراً الى حضوره المبارك بالرحمات الإلهية في كل شئ؟ يقول عن حبيبنا الحسين صلوات الله عليه:
أراه في القباب في قبّةٍ
الله فيها آية المجيب
أراه في الله سنا ذاته
ووتره الشفع لكل سيب
أراه ثار الله إذ يفتدي
عباده بثقله الرحيب
أراه في الأنوار نور الهدى
وواهب البصيرة الثقوب
أراه في الأعمال تطهيرها
باسمه بورك من مثيب
أراه في الدعاء عرفانه
يفعمه بنشوة الطروب
أراه في الأذكار مقبولها
من ألكن الألسن والذريب
أراه في الأوراد مشفوعها
بأسرع العدو وفي الدبيب
ويستلهم هذا الشاعر الولائي من الأحاديث الشريفة التي تصرح بأن الحسين عليه السلام أسرع سفن النجاة الإلهية، مصوراً ذلك بقوله عن سيد الشهداء:
أراه في البحر على موجةٍ
يعين غرقاة على الركوب
أراه في البر ببرّ السما
ينثره من ركبه المهيب
أراه في صباح عاشوره
ليلة قدر العاشق الشبيب
أراه في غروب عاشوره
فجر سلام الواله الوهوب
أراه في المصاب مسترجعاً
يأنس بالمصاب والمصيب
أراه في العشق على عرشه
يبذل صفو الكلّ للحبيب
أراه في الأشعار أشجى الرثا
حماسة ملهبة الأديب
أراه في العشاق إنشودة
تهتف: يا حسين يا حبيبي
أراه في أحزاننا سلوةً
مفرجاً وكاشف الكروب
أراه في أفراحنا فرحةً
نقية من سكرة اللعوب
أراه في أعيادنا عبرةً
تصبغ عيد الله بالنحيب
أراه في البلاء إشراقةً
تنقذنا من وحشة الخطوب
أراه في الأسماع ترجيعةً
أعذب من أعذبها العذوب
أراه في النجوم درّيها
مشعشعاً بحمرةٍ غلوب
أراه في الغرب وهو شرقه
في شرقها غربٌ بلا غروب
أراه في أقطارها كلها
نسائم الشمال والجنوب
أراه في رمضاء كرب البلى
دفءَ فؤاد اللاحق الغريب
أراه والشمر على صدره
يذبحه بخنجرٍ صليب
أراه والرأس علا ذي القنا
محرّق بألسن اللهيب
مقطع الأوصال ضجت له
اكوانه بأدمعٍ صبوب
تندبه وقولها من لظى
حبيبي الحسين يا حبيبي
أظلة العرش الا فأستري
ما كشفوا من جسد النجيب
حمائم القدس الا فأنشري
أجنحة الحزن على السليب
أفئدة العشق الا فأنصري
واعية الحسين وأستجيبي
ومزقي الحجاب في وجده
وخرّقي زخارف الجيوب
تروين بالدمع فؤاداً سقى
أفئدةَ المدبر والمنيب
تشفين باللطم حمى صدره
صارخةً بلوعةِ الندوب
لبيك ثار الله يا وتره
لبيك يا حسين يا حبيبي
تقبل الله أعمالكم إخوة الإيمان، وشكراً لكم على طيب الإستماع لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار) ، تقبلوا خالص تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، والسلام عليكم.