بسم الله والحمدلله رب العالمين وصلواته المتواترات على خيرته من الخلائق أجمعين محمد واله الطاهرين، السلام عليكم اخوة الايمان، معكم في هذا اللقاء ونحن نقرأل كم احديى غرر المراثي الحسينية أنشأها شارح الصحيفة السجادية العلامة الأديب صدر الدين علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسيني الشيرازي، المولود بمكة المكرمة سنة اثنتين وخمسين، والف صاحب الكثير من المؤلفات الأدبية واللغوية والاسلامية، منها سلافة العصر والطراز والدرجات الرفيعة وغيرها. توفي رحمه الله في شيراز سنة عشرين ومائة والف ودفن في حرم السيد الجليل أحمد بن الامام موسي الكاظم سلام الله عليه.
قال رضوان الله عليه:
الليلة الحشر لا بل يوم عاشور
ونفخة الصور لا بل نفث مصدور
يوم به اهتز عرش الله من حزنٍ
على دمٍ لرسول الله مهدور
يوم به كسفت شمس العلى أسفاً
وأصبح الدين فيه كاسف النور
يوم به ذهبت أبناء فاطمةٍ
للبين ما بين مقتولٍ ومأسور
فأي دمعٍ عليه غير منهملٍ
وأي قلبٍ عليه غير مفطور
ولوعةً لا تزال الدهر مسعرة
بين الجوانح ناراً ذات تسعير
لرزء أبلج في صماء ساحته
من نبعة المجد والغر المشاهير
مولى قضى الله تنويهاً بامرته
فراح يقضي عليه كل مأمور
لله ملقى على الرمضاء مطرحاً
كاسٍ من الحمد عارٍ غير مستور
قضى على ظمأ ما بلّ غلته
الا بكل أبل الحد مأثور
يا وقعة الطف خلدت القلوب أسىً
كأنما كل يومٍ يوم عاشور
يا وقعة الطف أبكيت الجفون دماً
ورعت كل فؤاد غير مذعور
يا وقعة الطف كم أضرمت نار جوى
في كل قلبٍ من الأحزان مسجور
يا وقعة الطف هل تدرين أي فتى
أوقعته رهن تعقير وتعفير
يا وقعة الطف هل تدرين أي دمٍ
أرقته بين خلف القوم والزور
لا كان يومك في الايام ان له
في كل قلب لجرحاً غير مسبور
كم من فتى فيك صبح المجد غرته
أضحى يحكم فيه كل مغرور
وكم رؤوس وأجسامٍ هنالك قد
أصبحن ما بين مرفوعٍ ومجرور
فقل لمن رام صبراً عن رزيتهم
اليك عني فما صبري بمقدور
أيذخر الحزن عن أبناء فاطمة
يوماً وهل منهم أولى بمذخور
مهما نسيت فلا أنسى الحسين لقى
تحنو عليه ربى الآكام والقور
تبكي عليه السماوات العلى حزناً
والارض تكسوه ثوباً غير مزرور
يا غيرة الله والأملاك قاطبة
لفادحٍ من خطوب الدهر منكور
تسبى بنات رسول الله حاسرةً
كأنهن سبايا قوم سابور
من الفواطم في الاغلال خاشعة
يحدى بهن على الاقتاب والكور
يا جد صال الأعادي في بنيك وقد
ثوى الحسين ثلاثاً غير مقبور
وأودع الرأس منه رأس عالية
وأوطئ الجسم منه كل محضير
هذا الحسين قتيلاً رهن مصرعه
يبكي له كل تهليل وتكبير
هذا الحسين ثوى بالطف منفرداً
تسفي عليه سوافي الترب والمور
هذي بناتك للأشهاد بارزة
يشهرن بين الاعادي أي تشهير
آه لرزئكم في الدهر من خبرٍ
باقٍ على صفحات الدهر مسطور
تبت يد ابن زياد من غوي هوى
ومارقٍ في غمار الكفر مغمور
أرضى يزيد بسخط الله مجترئاً
وبرّ منه زنيماً غير مبرور
بني أمية هبّوا لا أبا لكم
فطالب الوتر منكم غير موتور
نسيتم أم تناسيتم جنايتكم
فتلك والله ذنب غير مغفور
خاصمتم الله في أبناء خيرته
هل يخصم الله الا كل مدحور
أبكيتم جفن خير المرسلين دماً
ورحتم بين مغبوط ومسرور
اليكم يا بني الزهراء مرثية
أصاخ سمعاً اليها كل موقور
تجدد الحزن بالبيت العتيق بكم
ويحطم الوجد منها جانب الطور
عليكم صلوات الله ما هطلت
سحب وشقّ وميض قلب ديجور
قرأنا لكم اخوتنا المستمعين مرثية حسينية من انشاء العالم الأديب السيد علي الحسيني الشيرازي شارح الصحيفة السجادية رضوان الله تعالى، نشكر لكم حسن الاستماع لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار) والسلام عليكم.