بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله حمد الشاكرين له في ذروة مصاب السادة الاطياب محمد وآله الاصفياء صلوات الله عليهم اجمعين.
السلام عليكم اخوة الايمان، نصت كثير من الاحاديث الشريفة على ان من خصائص الوسيلة الحسينية هي انها تزيل الهموم والغموم الارضية الضيقة الافق وترفع الانسان الى الافاق العالية فتجعله من حملة الهموم القدسية السامية التي تعد من اسباب الرقي والتكامل الروحي كما ان في الاحاديث الشريفة اشارات وتصريحات الى ان البكاء على الحسين عليه السلام لايطهر الانسان من الذنوب فحسب بل يخلصه من جميع اشكال الكآبة لأن الدمعة على سيد الشهداء قدسية جعل فيها الله عزوجل بهجة سماوية يتميز بها الباكون على الحسين عليه السلام، هذه المعاني يصورها لنا بلاغة المقاطع التي اخترناها في هذا اللقاء من قصيدة حسينية غراء لأحد ادباء الولاء، قال الاديب الولائي:
حبيبي الحسين ياحبيبي
يادمعة الابهاج للكئيب
آهاتها تذيباحزاننا
بنفحة من ذكرك الرطيب
فتغرق النفوس في حزنكم
وهو طهور من لظى الذنوب
وحزنكم نور بلا ظلمة
اذ هو لله أسى بطيب
حبيبي الحسين يا حبيبي
وكل خطب ينمحي
همه في خطبك الجامع للخطوب
خطب له السماء تبكي
دما تحية لطفلك الخضيب
والارض جاشت حمماً في
الجوا نادبة مخيم اللهيب
وشمسنا تجزع محمرة في
مأتم الشروق والغروب
ويلطم البحر بأمواجه في
كمد لصخره مذيب
ممدداً اجاجه لاعناً عص
ابة من زبد النخيب
حبيبي الحسين ياحبيبي
ويواصل الاديب الولائي تصويره لبكاء الكائنات على المصاب الحسيني مشيراً الى اعانتها للموالي على هذا البكاء التطهيري قائلاً:
وتشهق الحيتان في أنة
بعبرة من اعين سكوب
نياحة الاشجار ذا صوتها
مهيج لبرها الخصيب
تجيبها الريح بقطر الندى
تذرفها دمع بلا ندوب
والطير والوحوش في حنة
لمجدك المستور في الغيوب
تسمع في تسبيحها ندبة
من ابلغ التحميد للمجيب
تقول والبهجة في قولها
حبيبي الحسين ياحبيبي
وفي مقطع لاحق نلتقي بالاديب الولائي وهو يصور فنياً مراتب الاستشفاء بالحسين عليه السلام والتي حثت عليه النصوص الشريفة فيقول:
حبيبي الحسين ياحبيبي
يامعدن الشفاء ياطبيبي
بلسمنا اسمك هو وردنا
وذكرك الحياة للقلوب
لكل حسن من الحسين سنى
يسترنا بحسنك القشيب
بذكرك الدخول في عالم
بالمصطفى والمرتضى رحيب
تربتك الحمراء اكسيرنا
جامعة لصفوة الربوب
تربتك الحمراء من السماء
سلوى الصفا وسلوة المنيب
من كل سقم هي حرز لنا
رافعة دافعة العيوب
وراحة الجباه تسمو بها
عارجة بالانفس التعوب
مسبحة ومسجد طاهر
مطهر من الهوى المريب
مسبحة تصنعها فاطم
لولدها بكفها التريب
مسبحة لاتخلو منها يد
تطهرت ببيعة الطبيب
مسبحة تسبيحها سابق
تسبيحة المسبح الدئوب
مسبحة ترفع تسبيحنا
مطيباً بعطرك النجيب
تثري الثريا قبضة من
ثرى حسيننا عابقة بطيب
طيب الحياة الحق في طيبها
رائحة الله شذى الحبيب
حبيبي الحسين ياحبيب
بعث الله في قلوبنا وقلوبكم اخوة الايمان محبة الحسين وجده وابيه وامه واخيه والمعصومين من بنيه صلوات الله عليه اجمعين آمين يارب العالمين والى هنا ينتهي لقاء اخر من برنامج مدائح الانوار قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبلوا منا خالص التحيات واسئلكم الدعاء.