بسم الله وله خالص الحمد والثناء على ان جعلنا من اهل الاستهداء بانوار الثقلين كتابه المبين وعترة رسوله الامين محمد صلوات الله وتحياته عليه واله الطاهرين. السلام عليكم اخوة الولاء، نعودُ بكم في هذا اللقاء الى القرن الهجري الرابع وابيات من مدائح مؤثرة لاثنين من ادباء الولاء هما ابوالقاسم الصنوبري الحلبي وابوالقاسم البغدادي الزاهي رحمة الله عليهما، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الافاضل الاديب الصنوبري هو ابوالقاسم احمد بن الحسن بن مرار الجزري الرقي الضبي، المشتهر بالصنوبري. شاعر مجيد، وشعره يجمع بين الرقة والقوة. وقد وصف شعره بالحسن والجودة. سكن حلب، ودمشق وبها انشد شعره، وشعره امتاز بقوته الادبية وبراعته في الاحتجاج بالاحاديث الشريفة التي تسالم المسلمون على صحتها، يضاف الى ذلك جمال اقتباساته من القرآن الكريم في شعره الرائق في مدح اهل بيت النبوة عليهم السلام. توفي رضوان الله عليه سنة اربع وثلاثين وثلاثمائة للهجرة.
قال رحمه الله في قصيدة يمدح بها عليا امير المؤمنين عليه السلام:
اخو النبي حبيب الله لا كذب
وابناه للمصطفى المستخلص ابنانِ
صلى الى القبلتين المقتدى بهما
والناس عن ذاك في صم وعميان
ما مثل زوجته اخرى يقاس بها
ولا يقاس على سبطيه سبطان
فمضمر الحب في نورٍ يخص به
ومضمر البغض مخصوص بنيران
ردّت له الشمس في افلاكها فقضى
صلاته غير ما ساه و لا وان
أليس من حل منه في اخوته
محل هارون من موسى بن عمران
وشافع الملك الراجي شفاعته
اذ جاءه ملك في خلق ثعبان
قال النبي له: اشقى البرية يا
علي اذ ذكر الاشقى شقيان
هذا عصى صالحا في عقر ناقته
وذاك فيك سيلقاني بعصيان
ليخضبن هذه من ذي ابا حسن
في حين يخضبها من احمر قان
ومن ديوان شعر ابي القاسم الصنوبري الحلبي، نختار لكم مستمعينا الاكارم قوله من قصيدة في مدح اهل بيت النبوة عليهم السلام:
بني المصطفى المرتضى خاتم
النبيين والخيرة المنتجب
أ أُسري مسراه الا به
وما مسه في السرى من تعب
ام القمرُ انشق الاّ له
ليقضي ما قد قضى من ارب
ولا يد سبح فيها الحصى
سوى يده في جميع الحقب
ويتابع الاديب الحلبي ابوالقاسم الصنوبري مديحته باكمال مدحه للمصطفى بذكر مناقب وصيه المرتضى عليهما وآلهما السلام، قال رحمه الله:
اخوه وزوج احب الورى
اليه ومسعده في النوب
له ردت الشمس حتى قضى
الصلاة وقام بما قد وجب
وزكى بخاتمه راكعا
رجاء المجازاة في المنقلب
ابو حسن وحسين الذين
كانا سراجي سراج العرب
هما خير ماش مشى جدة
وجدا وازكاه اما واب
انيخا بنا العيس في كربلا
مناخ البلاء مناخ الكرب
نشم ممسك ذاك الثرى
ونلثم كافور تلك الترب
ونقضي زيارة قبربها
فان زيارته تستحب
اما مسك ختام هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) فهي ابيات ولائية مؤثرة وبليغة لاديب آخر من القرن الهجري الرابع هو شاعر الولاء الصادق ابوالقاسم الزاهي الذي تقدمت ترجمته في حلقات سابقة قال رحمه الله في ابياتٍ من مديحة علوية غراء:
هذا الذي اردى الوليد وعتبة
والعامري وذا الخمار ومرحبا
هذا الذي هشمت يداه فوارسا
قسرا ولم يك خائفا مترقبا
في كل منبت شعرة من جسمه
اسد يمد الى الفريسة مخلبا
ونردد بقلوب خالصة مع ابي القاسم الزاهي قوله رضوان الله عليه مخاطبا مولاه ومولانا اميرالمؤمنين عليه لسلام:
ابا حسن جعلتك لي ملاذا
الوذ به ويشملني الزماما
فكن لي شافعا في يوم حشري
وتجعل دار قدسك لي مقاما
اللهم امين، شكراً لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران على جميل الاصغاء وفي امان الله.