بسم الله وله الحمد والثناء كلمة المعتصمين وأزكى الصلاة والتسليم على عروته الوثقى وحبله المتين وصراطه المستقيم محمدٍ وآله الطيبين. السلام عليكم إخوة الايمان: تحية طيبة، ثلاثُ مقطوعات رقيقة ومؤثرة في مدح محمد وآله والتوسل بهم الى الله عزوجل إخترناها لكم في هذا اللقاء لثلاثة من أدباء المسلمين من حواضر إسلامية عدة الأول هو الأديب الأندلسي محمد بن يوسف الصريحي الملقب بابن زمرك المتوفى أواخر القرن الهجري الثامن والثانية للأديب اليماني المبدع أحمد بن علوان سيد أدباء اليمن في القرن الهجري السابع، والثالثة للأديب الولائي الشهير ابن المقرّب العيوني البحراني المتوفى أوائل القرن الهجري السابع رحمة الله عليهم أجمعين، كونوا معنا مشكورين.
يخاطب الأديب الأندلسي ابن زمرك الصريحي سيد الرسل صلى الله عليه وآله مستجيراً ولائذاً برأفته وطالباً شفاعته قائلاً:
إليك رسولَ الله دعوةَ نازح
خفوق الحشا رهنَ المطالع هيمان
غريب بأقصى الغرب قيد خطوه
شباب تقضى في مراح وخسران
يجدُّ اشتياقاً للعقيق وبانه
يردّدُ في الظلماء أنة لهفان
فيا مولي الرُّحمى ويا مُذهب العمى
ويا مُنجيَ الغرقى ويا منقذ العاني
بسطتُ يدَ المحتاج يا خير راحم
وذنبي ألجاني إلى موقف الجاني
وسيلتي العظمى شفاعتك التي
يلوذ بها عيسى وموسى بن عمران
فأنت حبيبُ الله خاتمُ رُسلِهِ
وأكرمُ مخصوص بزلفى ورضوان
وحسبُك أن سمّاك أسماءه العلى
وذاك كمال لا يشابُ بنقصان
وأنت لهذا الكون علَّة كونه
ولولاك ما امتاز الوجود بأكوانِ
ولولاك للأفلاك لم تجلُ نيراً
ولا قُلّدت لبّاتُهُنَّ بشُبهان
خلاصة صفو المجد من آل هاشمٍ
ونكتة سر الفخر من آل عدنانِ
وسيد هذا الخلق من نسل آدم
وأكرم مبعوث إلى الإنس والجانِ
ومن هذه المقطوعة في مدح سيد الرسل صلى الله عليه وآله التي إخترناها من قصيدة طويلة للشاعر الأندلسي محمد بن يوسف الصريحي المشهور بلقب ابن زمرك. ونقرأ لكم من ديوان الأديب اليماني أحمد بن علوان البارعُ، المقطوعة الرقيقة التالية في التشوق لمرافقة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين قال رحمه الله:
ذكر المقام لدى المقام وزمزما
فارتاح بلبله الفصيح ورنما
صب أطار الشوق واقف سره
فبحيث خيمت الأحبة خيما
إقليمه إقليم آل محمد
في الأرض كان مقامهم أو في السما
تسري سرائرهم إلى أسراره
فلذاك أفصح سره وتكلما
يهدي النسيم إليه من نفحاتهم
سرا تحيط به العقول ومعجما
فكأنما هوَ عندهم وكأنّما
هم عنده فكأنّما وكأنّما
أرواحهم مزجت بروح فؤاده
فإليهم اتخذوا العزائم سلما
فترقرقت واستغرقت واستشرقت
واستبرقت وتشوقت نحو الحمى
وتلألأت فتجسما وإستشرقت
فتتيما وترنمت فترنما
مصطاد قلب مستهام سريرة
ذاق العذيب فكاد يلهبه الظما
ماء لطيفاً كوثرياً مسكراً
يرفضُ نوراً في القلوب وأنعما
رزقنا الله وإياكم إخوة الإيمان المزيد من مودة ومولاة محمد وآل محمد ومرافقتهم عليهم السلام في الدنيا والآخرة، إخوتنا مستمعي إذاعة طهران نختم هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار، بهذه الأبيات التوسلية من إحدى قصائد الأديب البحراني الورع ابن المقرّب العيوني حيث قال رضوان الله عليه:
يا آل طهَ أنتمُ وسيلتي
عندَ الإلهِ وإليكم مفزعي
واليتكم كيما أكونَ عندكم
تحتَ لواء الأمن يومَ الفزع
وإن منعتم من يوالي غيرَكم
أن يردِ الحوضَ غداً لم أُمنع
نشكر لكم ايها الأخوة والأخوات طيب متابعتكم والسلام عليكم.