البث المباشر

السيد حسين بحر العلوم في الإلتجاء الى الرضا(ع)

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 14:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 257

بسم الله وله الحمد والمجد غياث المستغيثين والصلاة والسَّلام على خير النبين محمد وآله الطيبين. السَّلام عليكم، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ومديحتين لمولانا الإمام الرضا_عليه السَّلام_ ولكل منهما قصة وخصوصية الأولى للسيد حسين بحر العلوم رحمة الله عليه وفيها توسل الى الله بالإمام الرؤوف _عليه السَّلام_ والثانية لأبي القاسم الصاحب بن عباد من أعلام القرن الهجري الرابع وفيها زيارة من بعد وسلام يوجهه المأموم الى إمامه.

 


جاء في كتاب شعراء الغري، صفحة ۲۱٦ من الجزء الثالث في ترجمته: هو السيد حسين بن السيد رضا بن مهدي، الشهير ببحر العلوم، شاعر كبير، وعالم جهبذ، ولد في النجف الأشرف سنة ۱۲۲۱ للهجرة، وتوفي فيها سنة ۱۳۰٦ه، وقد أصيب ببصره ثمان سنين لم ينفعه علاج الأطباء، ثم ذهب إلى إيران عام ۱۲۸٤ه للعلاج، فلما استيأس من علاج الأطباء، قصد الإمام الرضا _عليه السَّلام_ في خراسان للتبرك، ونظم هذه القصيدة، فتوسل بها إليه مستغيثا مما حل به، وبقي أياما يكتحل بتلك التربة حتى برء ورجع إلى النجف مبصرا سنة ۱۲۸۷ه. يبدأ –رضوان الله عليه– فيهذه القصيدة بوصف حاله إلتجاءه الى شمس الشموس _عليه السَّلام_ قائلاً:

كم أنحلتك على رغم يد الغدر

 

فلم تدع لك من رسم ولا أثر

 

أراك من عظم ما تحويه من كرب

 

تجوب قفر الفيافي البيد في خطر

 

أحشاك من لوعة الأحزان مشعلة

 

ودمع عينيك يحكي جدولي نهر

 

لا غرو أن لا يطيق الصبر ذو نصب

 

مضنى الفؤاد قريح الجفن من سهر

 

الصبر يحمد كل الحمد جارعه

 

لكن بشرب مراد الهم غير مري

 

ما زلت من ألم الأسقام في غصص

 

لم تخل يوما أخا البلوى من الكدر

 

ولم يخلف دواهي الدهر منك عدا

 

زفير وجه يضاهي لفحة الشرر

 

فلست تنفك كلا عن شدائدها

 

لا والمقام وركن البيت والحجر

 

ولا ينجيك من ضر تكابده

 

سوى علي بن موسى خيرة الخير

 

 

 

ذاك الهمام الذي إن صال يوم وغى

 

حكى أبا الحسن الكرار خير سري

 

سامي مقام أقام الدين في حجج

 

لم تبق غيا لغاو لا ولم تذر

 

إن خانك الدهر وأصمتك أسهمه

 

فالجأ إليه لكي تنجو من الدهر

 

من قاس كفيه بالبحر المحيط فقد

 

أطرى بأبلغ إطراء على البحر

 

 

 

علوت يا طوس آفاق السما علا

 

مذ حلَّ فيك سليل الطاهر الطهر

 

يا آية الحق بل يا معدن الدرر

 

يا أشرف الخلق يا بن الصيد من مضر

 

قد حزت فضلا عن الصيد الكرام كما

 

في الفضل حازت ليالي القدر عن أخر

 

 

 

وكم بدت لك من آي ومعجزة

 

يصفو لها كل ذي قدر ومقتدر

 

واسيت جدك في أشجان غربته

 

حتى قضيت بفتك الغادر الأشر

 

أشكو إلى الله من دهر أبادكم

 

بالسم طورا و طورا بالقنا السمر

 

 

 

يا نَيِّراً فاق كل النيرات سنا

 

فمن سناه ضياء الشمس والقمر

 

قصدت قبرك من أقصى البلاد

 

ولا يخيب تالله راجي قبرك العطر

 

رجوت منك شفا عيني وصحتها

 

فامنن علي بها واكشف قذى بصري

 

حتام أشكو سليل الأكرمين أذى

 

أذاب جسمي وأوهى ركن مصطبري

 

صلى الإله عليك الدهر متصلا

 

ما إن يسح سحاب المزن بالمطر

 

 


وببركة التوسل بأنيس النفوس الرضا _عليه السَّلام_ منّ الله تبارك وتعالى على العالم الأديب السيد حسين بحر العلوم بشفاء عينية وعودته بصيراً الى النجف الأشرف كما أسلفنا.

 


أما الآن فنعود بكم ايها الأكارم الى القرن الهجري الرابع وهذه القصيدة الرقيقة لأديب عصر الوزير الصاحب بن عباد في زيارة مولانا الرضا _عليه السَّلام_ من بعيد، قال رحمه الله:

يا زائرا قد نهضا

 

مبتدرا قد ركضا

 

وقد مضى كأنه

 

البرق إذا ما أومضا

 

أبلغ سلامي زاكيا

 

بطوس مولاي الرضا

 

سبط النبي المصطفى

 

وابن الوصي المرتضى

 

 

 

وقل له من مخلص

 

يرى الولا مفترضا

 

في الصدر لفح حرقة

 

تترك قلبي حرضا

 

من ناصبين غادروا

 

قلب الموالي ممرضا

 

صرحت عنهم معرضا

 

ولم أكن معرضا

 

نابذتهم ولم أبل

 

إن قيل قد ترفضا

 

يا حبذا رفض لمن

 

نابذكم وأبغضا

 

ولو قدرت زرته

 

ولو على جمر الغضا

 

لكنني معتقل

 

بقيد خطب عرضا

 

جعلت مدحي بدلا

 

من قصده وعوضا

 

أمانة موردة

 

على الرضا ليرتضى

 

رام ابن عبادٍ بها

 

شفاعة لن تدحضا

 

 


رزقنا الله وإياكم إخوتنا متابعي برامج إذاعة طهران شفاعة محمد وآله الطاهرين. إنتهى هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار. طابت أوقاتكم بكل خير والسَّلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة