بسم الله وله الحمد نور السموات والأرضين والصلاة والسَّلام على شموسه الزاهرة المصطفى محمد وعترته الطاهرة. السلام عليكم تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، ننور قلوبنا فيها بقراءة بعض ما تفجرت به قرائح أهل الولاء في مدح الإمامين العسكريين علي الهادي وأبنه الحسن الزكي سلام الله عليه.
نبدأ بمقطوعة للشيخ البهائي وهو الشيخ بهاء الدين أبو الفضائل محمد بن الحسين بن عبدالصمد، الحارثي الهمداني العاملي، ولد في بعلبك نحو سنة ۹٥۳ هجري، وفي أيام الدولة الصفوية هاجر أبوه إلى إيران، فحظي الشيخ البهائي بمنزلة رفيعة لدى الشاه عباس الأول، وارتقى منصب شيخ الإسلام، وسافر إلى عدة بلدان كالبيت الحرام ومدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) والعراق ومصر والشام والقدس وهرات، وغيرها،ثم عاد إلى إصفهان، وله مؤلفات عديدة في الحديث والدراية والتفسير والرجال والدعاء والفقه وأصوله والنحو والشعر والبلاغة والصرف وعلم الهيئة والحكمة والتأريخ والأدب وغيرها، وله كرامات معروفة، وتوفي في إصفهان سنة ۱۰۳۱ هجري، ونقل جثمانه إلى مشهد المقدسة. حيث له مرقد يزار داخل الحرم الرضوي المبارك. قال رحمه الله في مدح الإمامين العسكريين (عليهما السلام):
أسرع السير أيها الحادي
إن قلبي إلى الحمى صادي
وإذا ما رأيت من كثب
مشهد العسكري والهادي
فالثم الأرض خاضعا فلقد
نلت والله خير إسعاد
وإذا ما حللت ناديهم
يا سقاه الإله من نادي
فأغضض الطرف خاضعا وَلَهاً
واخلع النعل إنه الوادي
ومن الشيخ البهائي الى الأديب الولائي الشيخ جابر بن عبدالحسين بن عبد الحميد الكاظمي، وهو شاعر وأديب، ولد بالكاظمية سنة ۱۲۲۲ هجري، وتوفي سنة ۱۳۱۳ هجري، ومن آثاره: ديوان شعر اسمه (سلوة الغريب وأهبة الأديب)، والدرر واللآلئ في تخميس القصيدة الأزرية. قال رحمه الله من قصيدة بمناسبة تعمير مشهد العسكريين (عليهما السَّلام) في سامراء الذي تم سنة ۱۲۸٥هجري:
شمس قدس أبى سناها الغيابا
قد أنارت من العراق الرحابا
سامرت (سامراء) منها ذكاء
نورها أذهب الظلام ذهابا
تأخذ الشمس أهبة من ضياها
ثم تهدي إلى النهار إهابا
ونبقى مستمعينا الأفاضل مع مدائح العسكريين – عليهما السَّلام – فنقرأ لكم بعض ما أنشأه أديب الولاء المبدع السيد حيدر بن سليمان بن داود بن حيدر الحلي، وقد ولد في الحلة، وتوفي بها سنة ۱۳۰٤ هجري ودفن في النجف الأشرف ومن آثاره: ديوان شعر كبير وكتب دمية القصر في شعراء العصر، العقد المفصل، الأشجان في مراثي خير إنسان. قال رحمه الله فْي مدح الامامين العسكرييين (عليهما السلام):
زان سامراء وكانت عاطلا
تتشكى من محليها الجفاءا
وغدت أفناؤها آنسة
وهي كانت أوحش الأرض فناءا
حيي فيها المرقد الأسنى وقل
زادك الله بهاء وسناءا
إنما أنت فراش للاولى
جعل الله السماء فيهم بناءا
ما حوت أبراجها من شهبها
كوجوه فيك فاقتها بهاءا
قد توارت فيك أقمار هدى
ودت الشمس لها تغدو فداءا
أبداً تزداد في العليا سنى
وظهورا، كلما زيدت خفاءا
ثم ناد القبة العليا وقل
طاولي ياقبة الهادي السماءا
بمعالي العسكرييتن اشمخي
وعلى أفلاكها زيدي علاءا
واغلبي زهر الدراري في السنا
فبك العالم لافيها أضاءا
وللسيد حيدر الحلي، قصيدة أخرى في فضل بقعة المشهد العسكري المبارك يقول فيها:
أدم ذكرها يالسان الزمان
وفي نشرها فمك العاطر
وَهَنِّ بها (سر من را) ومن
به ربعها أهل عامر
وقل ياتقدست من بقعة
بها يغفر الزلة الغافر
مستمعينا الأكارم أما السيد أحمد الموسوي، فقد قال مؤرخا ضريحي العسكريين (عليهما السلام) بسامراء
رأت ( سر من را) ومن أمها
ضريحا على خير مثوى يؤسس
نعم هو مثوى هداة الأنام
كأن النبي بمغناه يرمس
به شيد الحق تأريخه
(وجدد نصب ضريح مقدس)
انتهى اخوتنا لقاؤنا بكم في هذه الحلقة من برنامج ( مدائح الأنوار ) نلتقيكم في الحلقة القادمة منه بتوفيق الله وتسديده شكراً لكم وفي أمان الله .