بسم الله وله الحمد والكبرياء وإليه ينتهي كل المدح والثناء وأزكى صلواته على أحبائه الأصفياء محمد وآله النجباء. السَّلام عليكم أيها الأعزاء أهلاً بكم في هذا اللقاء، ومع مقطوعات غراء من أدب الولاء للشاعر المؤمن والمحدث الثقة سفيان بن مصعب العبدي، وهو من أجلاء أصحاب الإمام الصادق (عليه السَّلام). ومما يميز شعره – رضوان الله عليه – تضمينه لمفاد النصوص الشرعية الواردة في مقامات أهل البيت – عليهم السَّلام وتأييد الإمام الصادق – عليه السَّلام – له. قال الشيخ الأميني قدس سره في الجزء الثاني من موسوعته القيمة الغدير وضمن ترجمته لهذا الشاعر العالم: عده شيخ الطايفة في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (عليه السَّلام) ولم تك صحبته مجرد ألفة معه، أو محض اختلاف إليه، أو أن عصرا واحدا يجمعهما لكنه حظي بزلفة عنده منبعثة عن صميم الود وخالص الولاء، وإيمان لا يشوبه أي شائبة حتي أمر الإمام الصادق (عليه السَّلام) شيعته بتعليم شعره أولادهم وقال: " إنه على دين الله " . كما رواه الكشي في رجاله بإسناده عن سماعة قال: قال أبو عبدالله (عليه السَّلام): " يا معشر.الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله " . وينم عن صدق لهجته، واستقامة طريقته في شعره، وسلامة معانيه عن أي مغمز، أمر الإمام (عليه السَّلام) إياه بنظم ما تنوح به النساء في المأتم كما رواه الكشي في رجاله أيضاً: وكان يأخذ الحديث عن الصادق (عليه السَّلام) في مناقب العترة الطاهرة فينظمه في الحال ثم يعرضه على الإمام (عليه السَّلام) كما رواه ابن عياش في " مقتضب الأثر" عن أبان بن عمر قال: كنت عند أبي عبدالله [ الصادق] (عليه السَّلام) فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي، قال: جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالي ذكره: وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم؟! قال: " هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه" . قال سفيان: فما الأعراف جعلت فداك؟! قال: كثائب من مسك عليها رسول الله والأوصياء يعرفون كلا بسيماهم. فقال سفيان: أفلا أقول في ذلك شيئا؟! فقال من قصيدة:
وأنتم ولاة الحشر والنشر والجزاء
وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع
وأنتم علي الأعراف وهي كثائب
من المسك رياها بكم يتضوع
ثمانية بالعرش إذ يحملونه
ومن بعدهم في الأرض هادون أربع
وقال رضوان الله عليه من قصيدة كما في كتاب المناقب:
محمد وصنوه وابنته
وابناه خير من تحفي واحتذي
صلى عليهم ربنا باري الورى
ومنشئ الخلق على وجه الثرى
صفاهم الله تعالى وارتضى
واختارهم من الأنام واجتبى
لولاهم ما رفع الله السما
ولا دحى الأرض ولا أنشأ الورى
لا يقبل الله لعبد عملا
حتى يواليهم باخلاص الولا
ولا يتم لإمرء صلاته
إلا بذاكرهم ولا يزكو الدعا
لو لم يكونوا خير من وطأ الحصى
ما قال جبريل لهم تحت العبا
هل أنا منكم شرف ثم علا
يفاخر الاملاك إذ قالوا بلى
ومن كتاب المناقب للحافظ السروي الحلبي، ننقل لكم أبياتاً أخرى من سفيان العبدي، صاحب الإمام الصادق (عليه السَّلام) يقول فيها:
يا سادتي يا بني علي
يا آل طه وآل صاد
من ذا يوازيكم و أنتم
خلائف الله في البلاد
أنتم نجوم الهدى اللواتي
يهدي بها الله كل هاد
لولا هداكم إذا ضللنا
وألتبس الغي بالرشاد
لا زلت في حبكم أوالي
عمري وفي بغضكم أعادي
وما تزودت غير حبي
إياكم وهو خير زاد
وذاك ذخري الذي عليه
في عرصة الحشر اعتمادي
ولاؤكم والبراء ممن
يشناكم اعتقادي
وقال رضوان الله عليه في قصيدة صلواتية غراء:
صلوات الإله تترى عليكم
أهل بيت الصيام والصلوات
قدم الله كونكم في قديم
الكون قبل الأرضين والسماوات
واصطفاكم لنفسه وارتضاكم
وأرى الخلق فيكم المعجزات
أنتم جنبه وعروته الوثقى
وأسماؤه وباب النجاة
وبكم يعرف الخبيث من الطيب
والنور في دجى الظلمات
لكم الحوض والشفاعة والأعراف
عرفتم جميع السمات
وحديث عن الأئمة فيما
قد رويناه عن شيوخ ثقات
ان من زاركم كمن زار ذا العرش
على عرشه بغير صفات
نقلنا لكم إخوتنا في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار مقطوعات ولائية في مدح أهل بيت النبوة (عليهم السَّلام) من إنشاء من أمَرَ الإمام الصادق (عليه السَّلام) بتعليم شعره وهو صاحبه الوفي سفيان بن مصعب العبدي، المتوفي سنة ۱۱٥ للهجرة شكراً لكم ودمتم بكل خير.