بسم الله وله خالص الحمد والشكروالثناء والعزة والكبرياء وأزكي صلواته المترادفات علي حبيبه سيد الأنبياء وآله الاصفياء السلام عليكم ورحمة الله.
لا نجد علي طول التأريخ الإنساني شخصية وأهل بيتٍ وعترة حرص الشعراء من جميع العصورعلي مدحهم في كثيرٍ من الأشعار، غير النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته وعترته الطاهرة وهذه ظاهرة مشهودة وفريدة تميز بها بيت النبوة المحمدية (صلوات الله عليهم أجمعين)؛ وكانت هذه من علائم ومصاديق كونهم لا يُقاس بهم أحد كما ورد في الأحاديث الشريفة.
ومن أسرارهذه الظاهرة عظيم إخلاصهم لله عزوجل الذي جازاهم بأن جعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، ومن أسرارها سمو كمالاتهم وصفاتهم التي تجذب عشاق الجمال الي مدحهم.
هذا الأمر هو ما ينطلق منه ويشير إليه العالم الجليل الشيخ علي بن عيسي الأربلي في بداية مديحته لمولانا الإمام موسي الكاظم سابع أئمة العترة المحمدية (عليه السلام) والشيخ الأربلي هو من أعلام علماء الأمامية في القرن الهجري الثامن ومؤلف عدة من الكتب القيمة منها كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة (عليهم السلام).
نقرأها لكم في هذا اللقاء مع مقطوعة قصيرة لفارس الشعراء ابي فراس الحمداني (رحمه الله عليه). قال الشيخ أبو الحسن علي بن عيسي الإربلي يمدح الإمام الكاظم (عليه السلام):
مدايحي وقف علي الكاظم
فما علي العاذل واللايم
وكيف لا أمدح مولي غدا
في عصره خيرَ بني آدمِ؟
ومن كموسي أو كأبائه
أو كعلي وإلي القائم
إمام حق يقتضي عدله
لو سلم الحكم إلي الحاكم
إفاضة العدل وبذل الندي
والكف عن عادية الظالم
يبسُمُ للسائل مستبشراً
أفديه من مستبشر باسم
ليث وغي في الحرب دامي الشبا
وغيث جود كالحيا الساجمِ
مآثرٌ تعجز عن وصفها
بلاغة الناثر والناظمِ
تعد إن قيست إلي جوده
معايباً ما قيل عن حاتم
في الحلم بحر زاخر مدهُ
وفي الوغي أمضي من الصارمِ
القائم الصائم أكرم به
من قائمٍ مجتهد صائم!
من معشر سنوا الندي والقري
وأشرفوا في الزمن القائم
وأحرزوا ذري العلي فاغتدوا
أشرف خلق الله في العالم
يروي المعالي عالم منهم
مصدق في النقل عن عالم
قد استووا في شرف المرتقي
كما تساوت حلقة الخاتم
من ذا يجاريهم إذا ما اعتزوا
إلي علي وإلي فاطم
ومن يناويهم إذا عددوا
خير بني الدنيا أبا القاسم
صلي عليه الله من مرسل
لما أتي من قبله خاتم
يا آل طه أنا عبد لكم
باق علي حبكم اللازم
أرجوا بكم نيل الأماني غدا
إذا استبانت حسرة النادم
معتصم منكم بود إذا
ما ظل شانيكم بلا عاصم
وليكم في نعم خالدٌ
وضدكم في نصب دائمِ
رحم الله العالم الجليل الشيخ علي بن عيسي الأربلي من كتاب القرن الهجري السابع علي هذه القصيدة الولائية المؤثرة في مدح الإمام موسي الكاظم (عليه السلام).
أما مسك ختام هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار فهي المقطوعة التالية في الإستشفاع الي الله بمحمدٍ وآله الطاهرين (عليهم السلام) وهي من إنشاء الشاعر الفارس ابي فراس الحمداني، قال (رحمه الله):
شافعي أحمد النبي ومولاي
علي والبنت والسبطان
وعلي وباقر العلم والصادق
ثم الأمين بالتبيان
وعلي ومحمد بن علي
وعلي والعسكري الداني
والإمام المهدي في يوم لا ينفع
إلا غفران ذي الغفران