بسم الله وله الحمد والمجد وخالص الثناء جميل الصنع وحسن التدبير وازكي الصلوات والتحيات علي أصول شجرة طوبي القادة الي سبل السلام محمد وآله الكرام.
تعلمون أعزاءنا أن الله تبارك وتعالي قد أمرنبيه بأن يطلب من أمته مودة عترته المعصومة الطاهرة أجراً علي رسالته، هذا الأجر إنما تعود بركاته العظيمة علي الموالين أنفسهم وهذا من عظيم كرم الله جل جلاله وكرم رسوله المصطفي (صلي الله عليه وآله) فبمودة العترة المحمدية يصل الإنسان الي معارج الكمال والقرب التي فيها سعادته في الدارين.
وهذا المعني هو مطلع المديحة الغراء التي إخترناها لهذه الحلقة من البرنامج، وهي للعالم الموسوعي المتبحر والوزير الفاضل الموصوف بأنه كان من نوادر الدهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجوده رأي وسمو خُلق، أعني الصاحب اسماعيل بن عباد الطالقاني المتوفي سنة خمسٍ وثمانين بعد الثلاثمائة للهجرة. قال الصاحب بن عباد (رحمه الله) في مديحته الإحتجاجية البليغة:
بَلَغت نَفسي مُناها
بِالمَوالي آلِ طه
بِرسولِ اللهِ مَن حازَ
المَعالي وحَواها
وَأخيهِ خَيرِ نَفسٍ
شَرَّفَ اللهُ بناها
وَببنتِ المُصطفي مَن
أشبهت فَضلاً أباها
وَبحُبّ الحَسَنِ البالِغِ
في العليا مَداها
وَالحسينِ المُرتضي يومَ
المَساعي اذ حَواها
لَيسَ فيهم غيرُ نَجمٍ
قد تمالي وتناهي
عترَةٌ أصبحت الدُنيا
جَميعاً في نداها
لا تُغَرُّوا حينَ صارت
بِاغتِصابٍ لعداها
أيّها الحاسدُ تعساً
لَك اِذ رمتَ قلاها
هَل سناً مِثل سناها
هَل عُليً مِثل علاها
أوَ ليست صَفوة اللهِ
عَلي الخَلقِ اِصطفاها
وبَرَاها اِذ بَراها
وَعَلي النَجمِ ثراها
شَجراتُ العلمِ طوبي
لِلَّذي نالَ جناها
ثم ينتقل الأديب الولائي العالم الصاحب بن عباد في مديحته الإحتجاجية هذه الي ذكرِطُرفٍ من مناقب مولي الموحدين وأمير المؤمنين (عليه السلام) فيقول:
من كمولاي علي
في الوغي يحمي لظاها
من يصيد الصيد فيها
بالظبي حين انتضاها
انتضاها ثم امضاها
عليهم فارتضاها
من له في كل يوم
وقفات لا تضاهي
كم وكم حرب عقام
قد بالصمام فاها
يا عذولي عليه
رمتما مني سفاها
اذكر أفعال بدر
لست أبغي ماسواها
اذكرو غزوه أحد
انه شمس ضحاها
اذكرو حرب حنين
انه بدر دجاها
اذكروا الأحزاب تعلم
إنه ليث شراها
اذكرو مهجه عمرو
كيف أفناها تجاها
اذكرا أمر براة
واصدقاني من تلاها
اذكرا من زُوِّجَ الزهراء
كيما يتباهي
اذكرا لي بكرة الطير
فقد طار سناها
اذكرا لي قُلَل العلم
ومن حلّ ذراها
كانت هذه أبياتاً من مديحه مفعمه بروح الولاء أنشأها العالم الأديب الوزير الفاضل الصاحب بن عباد رضوان الله وهو من أعلام القرن الهجري الرابع.