البث المباشر

أشعار لعلماء وأدباء من مذاهب وإتجاهات إسلامية في مدح أهل البيت(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 12:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 208

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي صفوة أولياء الله رسول الله وآله الهداة الي الله.
إن أول مادح لاهل بيت النبوة (عليهم السلام) هو الله تبارك وتعالي إذ أثني عليهم بأسني الثناء في كتابه العزيز لكي يهدي بذلك من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد الي معرفتهم ومودتهم وإتباعهم (عليهم السلام).
ولأهمية هذا المدح الإلهي الجليل فقد إهتم شعراء المسلمين وعلماؤهم بالإشارة إليه والإستدلال به في أشعارهم، وها نحن نختار في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار نماذج من هذه الأشعار لعلماء وأدباء من مذاهب وإتجاهات إسلامية شتي.
نبدأ بأشارة سريعة الي آيه المباهلة التي خلدت مدح أهل بيت النبوة بصفة أنهم صفوة الله من خلقه، نختارها من ديوان العالم الحنفي المذهب الأديب الأستاذ عبد الباقي العمري الموصلي حيث يقول (رحمه الله):

علي جميع البرايا

أهل العبا قد تعالوا

وخصصوا بمزايا

من بعضها قل تعالوا

ويعني رحمه الله آية: «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
وهي الأية التي حكت قضية المباهلة المشهورة التي يستدل بها علي الأصطفاء الإلهي لأهل العباء (عليهم السلام) عالم أديب من الجزيرة العربية هو السيد محمد بن صافي المتوفي سنة ثلاث وعشرين بعد الثلاثمائة والآلف وهو من آل شوكة حيث يبدأ قصيدته مفتخراً بالإنتماء لهذه الصفوة المحمدية المباركة قائلاً:

آبائي الغر الذين بدينهم

دان البعيد من الوري والداني

هم سادة الكونين والدين الذي

جاءوا به هو سيد الأديان

ضربوا خراطيم الطغاة بصارم

أفنت مضاربه بني ساسان

سقيا وهامات الكماة طعامه

وشرابه ماء الرقاب القاني

 

إن كنت تسأل عن مقام إرومتي

سل هل أتي من محكم القران

والنجم ما قصت من المعراج في

آياتها من محكم التبيان

 

سل وفد نجران بأي خزاية

من أمرهم آبو إلي نجران

علم الأساقف أنهم لو باهلوا

لم يبق فوق الأرض من نصراني

قومي اولاك ومعشري وارومتي

ولهم ولاي ومفزعي وأماني

رزقنا الله الأمان في الدنيا والأخرة ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
ونبقي معكم وهذه الأشعار لعالم من اليمن هو المجتهد المشهور ابو ابراهيم محمد بن اسماعيل الملقب بالأمير الصنعاني والمتوفي سنة ۱۱۸۲ للهجرة ، قال (رحمه الله) في مدح الوصي المرتضي منطلقاً من المدح القرآني والنبوي له (عليه السلام):

ويدور الحق معه حيثما

دار فافهمه حديثاً نبوياً

واختصاص الله بالزهرا له

لسواه مثله لم يتهيّا

فغدت عترته من أجلها

عترة المختار نصاً أحمديا

وغدا السبطان والآل إذا

نسبوهم نبوياً علويا

وبه باهل طه إذ أتي

وفد نجران إذا كنت غبيا

وإذن سماه طه نفسه

يا له مجداً به خص سميا

ولا غرابة مع هذا المدح القرآني والنبوي للوصي المرتضي (عليه السلام) أن لا تطيق القلوب المؤمنة التغرب والإبتعاد عنه (عليه السلام) كما تصرح بذلك المقطوعة الرقيقة التالية وهي من إنشاء مؤلف كتاب غريب القرآن المجتهد الجليل محمد بن الحسين الخليلي وليد النجف وخريج حوزتها والمتوفي فيها سنة ۱۳٥٥ للهجرة حيث يتحدث عن فترة إبتعاده عن مجاورة المشهد العلوي المبارك:

حكم الزمان علي من

بعد المهاجرة التغرب

عن قرب من في قربه

يرجو الشفاعة كل مذنب

قرب الوصي وكل ذي

دين بذاك القرب يرغب

 

يا دهر قد أسرفت في

ظلمي بلا ذنب مسبب

أبعدتني عن قرب قبر

المرتضي عنقاء مغرب

بجواره أفني صباي

وعنه حال الشيب أغرب

قسماً بمرقده الذي

مالي سوي رؤياه مأرب

ما طاب لي عيش ولا

لي ساغ بعد البعد مشرب

فعسي الزمان يعود لي

بعد التباعد بالتقرب

رزقنا الله وإياكم زيارة مشاهد أهل بيت النبوة وشفاعتهم (عليهم السلام) في الدنيا والآخرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة