بسم الله وله الحمد والمجد والثناء والصلاة والسلام علي أحب الخلق الي الله محمد وآله الطاهرين.
مما إمتاز به شعر المراثي الثنائية لأنوار العترة المحمدية الحالة الروائية التصويرية لما جري علي أئمة الهدي (عليهم السلام) من ظلم وجور مقرونةً بتحليل علمي بلغة أدبية لهذه الوقائع.
ومن نماذج هذا الشعر القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء وقد أنشأها في ذكري وفاة الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) العالم الفقيه والشاعر الولائي آية الله السيد محمد رضا الموسوي الهندي صاحب القصيدة الكوثرية الشهيرة في مدح سيد الوصيين (عليه السلام) وغيرها من مدائح أهل البيت (عليهم السلام). قال السيد رضا الموسوي (رضوان الله عليه) مفتتحاً قصيدته في رثاء الإمام المجتبي (عليه السلام):
يا دمع سحّ بوبلك الهتن
لتحول بين الجفن والوسن
كيف العزاء وليس وجدي من
فقد الأنيس ووحشة الدمن
بل هذه قوس الزمان غدا
منها الفؤاد رميّة المحن
واستوطنت قلبي نوائبه
حتي طفقت أهيم في وطني
وأذللت دمعاً كنت أحبسه
وأصون لؤلؤه عن الثمن
ما الصبر سهلا لي فأركبه
فدع الفؤاد يذوب بالحزن
وبعد هذه المقدمة الوجدانية الرقيقة يتوجه الأديب الي بيان سرّ تلوعه بقوله:
أوما نظرت علي صفي بني
مضر الكرام وخير مؤتمن
شبل الوصي وبكر فاطمة
وابن النبي وسبطه الحسن
كم نال بعد أبيه من غصص
يطوي الضلوع بها علي شجن
حشدت لنصرته الجنود وهم
بين البغاة وطالبي الفتن
ومحكم ومؤمّل طمعاً
ومشكك بالحق لم يدن
حتي إذا امتحن الجموع لكي
يمتاز صفوهم من الأجن
نقضوا مواثقهم سوي نفر
نصحوا له في السرّ والعلن
وبما عليه ضلوعهم طويت
من لاعج للحقد مكتمن
نسبوا إليه الشرك وهو من
الإيمان مثل الروح للبدن
جذبوا مصلّاه فداه أبي
من كاظم للغيظ ممتحن
ويستمر آيه الله السيد رضا الهندي في تصوير عمق مظلومية السبط المجتبي (عليهم السلام) فيقول:
ما أبصرت عين ولا سمعت
أذن بمن ساواه في المحن
يرعي عداه بعينه ويعي
شتم الوصي أبيه في أذن
ويري أذلّ الناس شيعته
وأعزّهم عبّادة الوثن
وقد ارتدي بالصبر مشتملاً
بالحلم محتفظاً علي السنن
حتي سقوه السم فاقتطعوا
من دوح أحمد أيّما غصن
سمّاً يقطّع قلب فاطمة
وجداً علي قلب ابنها الحسن
وهوي شهيداً صابراً فهوت
حزناً عليه كواكب الدجن
يا للوري لصدور طائفة
شحنت من الشحناء والإحن
أقصت حشا الزهراء عن حرم
الهادي وأدنت منه كل دني
الله من صبر الحسين به
حاطت ذوو الأحقاد والضغن
تركوا جنازة صنوه غرضاً
للنبل يثبت منه في الكفن
ويصده عنهم وصيته
حاشاه من فشل في الكفن
فمضي به نحو البقيع الي
خير البقاع بأشرف المدن
واراه والأرزاء مورية
بحشاه زند الهمّ والحزن
ودعا وأدمعه قد انحدرت
من أعين نابت عن المزن
أيطيب بعدك مجلس لي أم
عيشي الهنيّ وقد فقدت هني
أفديك من ثاو بحفرته
مستودع في الأرض مرتهن
كانت هذه مرثية للإمام المظلوم حليم آل المصطفي السبط الحسن المجتبي أنشأها في ذكري شهادته أديب الولاء العالم الفقيه آية الله السيد رضا الموسوي الهندي (رضوان الله عليه).