بسم الله وله الحمد خير الرازقين والصلاة والسلام علي سيد أنبياءه والمرسلين المصطفي الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
أهلاً بكم، نخصص هذا اللقاء لأبيات من مديحة رقيقة لتاسع أئمة العترة المحمدية الطاهرة مظهر الجود والكرم الرحماني أبي جعفر محمد الجواد التقي (صلوات الله عليه).
المديحة من إنشاء العلامة المجدد آية الله الشيخ الورع محمد رضا بن محمد بن عبد الله الشهير بلقب المظفر مؤلف كتب المنطق، إصول الفقه، عقائد الإمامية وغيرها من المصنفات النافعة.
توفي رحمه الله في السادس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين بعد الثلاثمائة والألف للهجرة.
وقد صور في هذه المديحة جوانب من حياة الإمام التقي الجواد مع إشارات لطيفة لمعطيات إمامته المبكرة (عليه السلام). بعد مقدمة القصيرة وفيها خطاب لأهل بيت النبوة (عليهم السلام)، قال الشيخ المظفر:
بالإمام الجواد منكم تمسكت
وحسبي من قدسه النفحات
حدث قلد الإمامة فانقادت
لعلياء حكمه الحادثات
أين سبع ويا بروحي قد قام
إماما تجلي به الكريات
إن هذا السرالخفي وما أجلاه
ضاحٍ تجلي به الظلمات
لا تخل ويك وهو في المهد طفل
هذبته بدرها المرضعات
ونور من قبل أن تتجلي
بسنا الحق هذه الكائنات
جاء للأرض هادياً ونذيرا
فتنزلن بالهنا المرسلات
طاب في شهر طاعة الله
مولوداً فنيطت بحبه الطاعات
واصطفاه الإله للخلق قواما
فقامت لفضله المعجزات
ويشيرُ العلامة المظفر الي ثلاث حوادث من سيرة الإمام الجواد (عليه السلام) منبهاً بلطفٍ الي دلالاتها، الأولي قضية إفحامه ليحيي بن أكثم قاضي قضاة بني العباس في المناظرة المشهورة التي دبرها البلاط العباسي علي أساس توهم إحراج الإمام علمياً لصغرعمره الشريف، قال (قدس سره):
عن علاه قاضي القضاة فسله
ولكم ضلت السبيل القضاة
سله لما خانته نجواه غيا
كيف دارت بجهله الدائرات
زعم الغض من معاليه حتي
فضحته المزاعم الفاسدات
ويشير الشيخ المضفر بعد ذلك الي قضية إختيار المأمون العباسي له (عليه السلام) وهو صبي قال:
وعليه المأمونَ مُذ مرَّسَلهُ
أتري من أِماهُ كنَّ البُزاةُ
حين جاء البازي يحمل من
حيات بحرأمواجه زاخرات
ليبين الحق الصريح وتعلو
لسنا بيت أحمد المكرمات
ليس يلهو وليس يلعب مذ
كان ولكن لتظهرالكامنات
ثم ينقل الشيخ المظفر قضية إخضرار الشجرة اليابسة عندما توضأ الإمام (عليه السلام) عنده في مسيره الي بغداد، وغيرها من الكرامات ويخلص الي بيان دلالتها، قال (رحمه الله):
وسل السدرة التي قد حياها
بطهور فاضت به البركات
أو رقت غبطة فباهت فخارا
سدرة المنتهي وهذي الهبات
أثمرت حين أثمرت بالجني الغض
وما فيه كالثمار النواة
وسل الجعفري مذ جاء مغتما
له والرقاع متشبهات
وأبا سلمة الأصم فشافاه
هنيئا فهذه الخطوات
معجزات تفني النجوم حسابا
كيف تحصي أنوارها هيهات
ونبقي مع العلامة المظفر (رحمه الله) في مديحته وخطابه للإمام التقي الجواد (عليه السلام)، فنقرأ منها قولَهُ:
أتراني أسطيع مدح إمام
نزلت في مديحة الآيات
إن بيتا له انثني العرش طوعا
قصرت عن بنائه الأبيات
يا أبا جعفر وما أنت إلا البح
رجودا له الهدي مرساة
أنا عبد قد مسني الضر وافيت
وهذي بضاعتي المزجاة
أتراني أعود في صفقة الخسر
وأنتم للمستجير الحماة
صمت عن حب ما سواكم لأزكو
وكذا الصوم للأنام زكاة
قرأنا لكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار أبياتاً من مديحةٍ بليغة لمولانا الإمام التقي الجواد (عليه السلام) للفقيه العلامة الشيخ محمد رضا المضفر (رضوان الله عليه).