بسم الله وله الحمد الحنان المنان الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وأطيب الصلوات والتحيات علي مصابيح الهدي ومعادن الندي محمد المصطفي وآله الأوصياء النجبا.
نحمد الله علي أن وفقنا لأن نكون معكم في حلقة أخري من هذا البرنامج الذي فيه ذكر من بذكرهم يذكر الله جل جلاله.
إخترنا لكم في هذا اللقاء ثلاث مقطوعات من مدائح الأنوار الأولي للعالم الفارس والأديب البارع هبة الله موسي بن أبي عمران الشيرازي الملقب بالمؤيد في الدين الفاطمي من أعلام القرن الهجري الخامس والمتوفي سنة سبعين بعد الأربعمائة للهجرة.
والثانية لأديب ولائي معاصر هو السيد جواد الحسيني فيها مديحة جميلة لحسين (عليه السلام) وكلمة لأخته زينب (سلام الله عليها).
والمقطوعة الثالثة لشاعر كربلاء في القرن الهجري الثالث عشر الأديب جواد بدقت الأسدي الحائري يمدح فيها شمس الشموس علي بن موسي الرضا (عليه السلام).
نبدأ أعزاءنا بهذه الأبيات المختارة من قصيدة للمؤيد في الدين الفاطمي يجسد فيها أحد مصاديقه البراءة العملية من أعداء الله وحسن التولي لأوليائه جل جلاله، قال رحمه الله:
رضيت من العيش المرير المنكدا
وصيّرت جسم الحرص مني مصفّدا
وخلّيت أسباب الولايات للأولي
يخرون للأذقان للناس سجدا
كفاني أتي أعبد الله مخلصا
وما أنا دون الله أعبد أعبدا
غدا باع آمالي قصيرا من الوري
جميعاً وفي عفو الإله ممدّدا
ثم ينتقل المؤيد في الدين الفاطمي الي إحياء قلبه بالشفاعة المحمدية الي جانب حسن الظن بالعفو الإلهي، قال رحمه الله:
يطاردني يأسي فيطرده الرجا
بعزم يرد الشمل منه مبددا
فإن ضاق بي يوما خناقي وضاق بي
سبيل النجاة ناديت يا آل أحمدا
أغثني أغثني يا بن عم محمد
خذ بيدي مولاي روحي لك الفدا
فألحظ جيش البغي عني مفرقا
وأشهد سيف النصر دوني مجردا
هم الذخر في الدارين لا ذخر غيرهم
هم مستجاري اليوم هم عدتي غداً
ومن القرن الهجري الخامس شاعر ولائي معاصر هو السيد جواد الحسيني وأبيات ننتخبها من قصيدة له في مدح الحسين (عليه السلام) أنشأها في ذكري مولده الشريف، قال:
في شهر شعبان استضاء بنوره
فازدانت الدنيا وفاح شذاها
وتشرّفت فيه البرايا رفعة
وبه السماوات العلي تتباهي
يا جذوة الإشعاع في أنفاسه
شهب بساق العرش عمّ ضياها
جلّ الكريم فجاد في إنشاءه
ذرية سبحان من سوّاها
وجهان بدرٌ ضمّ بعضهما لبعـض
والولاية فيهما مسراها
سيفان قاما للجهاد فتارة
بالسلم والأخري بسفك دماها
سل آية "التطهير" واسأل فُصِّلَتْ
واسأل نصوص الْفَجْرِ ما فحواها؟
وتأمّل الرَّحْمَنُ واقرأ هَلْ أَتَى
وتفحّص "الشوري" ورتـّّل طه
تجد الحسين ونهجه وكفاحه
والرّوح في درب الصّلاح فداها
كنز المعارف والعلوم بصدره
حيث استبان الحق في معناها
رمز الرّسالة أهل بيت المصطفي
والعقل حقّاً في علاهم تاها
فاسجد لربّ العالمين تيمّناً
بالشّبرين وزينب وحماها
واخشع له وادعو ابن بنت رسوله
فهو الشّفيع لمن اراد علاها
اكرم بنفس خصّها في فضلها
من فضله وأضاف في تقواها
سفن النّجاة الي الخلاص صراطهم
فهم الطّريق لرفعتي وهداها
يا من تروم الفوز في طلب العلي
لك في الحسين رموز لا تنساها
ومن مدح الحسين (عليه السلام) ننقلكم الي شاعر أرض الحسين في القرن الهجري الثالث عشر الأديب المبدع جواد الحائري وهو يتوجد بمشاعر الولاء الي أرض طوس مادحاً أنيس النفوس مولانا الرضا (عليه السلام)، قال رحمه الله:
شمس فضل يحول كل منير
دون أن يستنير منه سماها
جل أن ترتقي الظنون إليه
بل تعالي علاه عن مرتقاها
أدركت ما سمت به أرض طوس
من علاه لما ثوي بفناها
وهو باب الله التي ما أتاها
لمرام كل إلي ما أتاها
حسب كفيه منتهي لنوال
حين يروي عن الإله نداها
ظلة أن يقال أسخي البرايا
أتري من يمدّها أسخاها
ليس تحصي الأنام وصف علاه
كيف تحصيه وهو قد أحصاها