بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على انوار الله وأحباء الله محمد وآله اصفياء الله.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله، أهلاً بكم، لعل كثيراً احباءنا سمعوا بالحديث الشريف المروي عن مولانا الباقر (عليه السلام) والذي قال فيه: «وهل الدين الا الحب»؟
هذا الحديث يفسر لنا ما صرح به القرآن الكريم من ان مودة محمد (صلى الله عليه وآله) هي الاجر الوحيد الذي امر الله نبيه الاكرم ان يطلبه على كل ما تحمله في سبيل تبليغ رسالات الله، ويعود نفع هذا الاجر الى المحب نفسه لأن حب آل محمد (صلى الله عليه وآله) يفجر في القلوب محبة الخير والفضيلة والصالحات وبالتالي التقرب الى الله بها والفوز بالمكرمات ببركتها.
والشعر الصادق فيهم (عليهم السلام) من اهم وسائل ترسيخ محبتهم القدسية في القلوب وهذا ما نسعى له في برنامج مدائح الانوار.
نقضي اولاً دقائق مع الاديبة التركية عصمت بن اسماعيل باشا الملقبة بالتيمورية والمتوفاة سنة ۱۳۲۰ للهجرة وكانت ذات ثقافة اسلامية واسعة وتنظم الشعر الرائق باللغات العربية والتركية والفارسية، قالت رحمها الله في مديحة نبوية:
حسبي من الحب ما أفضى الى تلفى
وما لقيت من الآلام والسقم
أنى رددت عنانى عن غوايته
وقلت يا نفس خلى باعث الندم
ولذت بالمصطفى رب الشفاعة اذ
يدعو المنادي فتحي الناس من رمم
طه الذي قد كسا اشراق بعثته
وجه الوجود سناء الرشد والكرم
طه الذي كللت انوا سنته
تيجان امته فضلاً على الامم
نعم الحبيب الذي منّ الرقيب به
وهو القريب لراجي المجد والنعم
روحي الفداء ومن لي اكون له
هذا الفداء وموجودي كمنعدم
وما هي الروح حتى افتديه بها
وهي البغاث بغار الظلم والظلم
والعمر أفنت ثقال الوزر لمحته
وبددته صروف الدهر بالتهم
أين الرشاد الذي أعددته لغد
غويت عنه فزلت بالهوى قدمى
من لي بترب رحاب لو افوز بها
كحلت عينا افاضت دمعها بدم
من لي باطلال بان عز منظرها
تسقى بطل من الآماق منسجم
تحط اثقال وزر لا تقوم بها
شم الرواسي من راس ومنهدم
فكم يتبع زلال فاض من يده
أروي الاوام وأسقى منه كل ظمئ
والجذع أن له من بعده جزعاً
لما رأى عنه مولى العرب والعجم
لانت له الصخرة الصماء طالعة
مذ مسها سيد الكونين بالقدم
فيالها معجزات ما لها عدد
أفلها منا يدا نار على علم
ولا يحيط به مدحى ولو جعلت
جوارحي السنا ينطقن بالحكم
وإنما ارتجى من مدحه قبساً
يهدي الصراط ويشفى الروح من ألم
وكيف لي باتعاظ النفس آمرتي
بالسوء ناهيتي عن مورد النعم
فما التماسي عن خير يقربني
زلفى السعيد ولا تسقى بمنتظم
لكن لي أسوة اشفى بها وصبي
حسن ارتباطي بحبل غير منفصم
ومنة الله دين وصفه قيم
بحجتي ان اخف يوم اللقا يقم
وما سوى فوز كوني بعض امته
ذخرا أفوز به من زلة الوصم
الا التماسي عفوا بالشفاعة لي
من خاتم الرسل خير الخلق كلهم
مددت كف الرجا ارجو مراحمه
وقد حللت به في بهرة الحرم
اقول حين اوافي الحسر في خجل
ان الكبائر انست ذكره اللمم
يا خير من ارتجى ان لم تكن مددى
وازلتي يوم وضع القسط والدمم
فاشفع بحب الذي انت الحبيب له
لولاك ما ابرز الدنيا من العدم
عليك أزكى صلاة الله ما
دوار دهر وما ولت بمختم
كانت هذه الاكارم قصيدة للشاعر التركية عصمت التيمورية رحمها الله وهي في الاستشفاع بنبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله).
ونختم هذا اللقاء بأبيات في مدح آله آل ياسين (عليهم السلام) ننقلها من كتاب الكشكول للشيخ البهائي (رحمه الله) وقال انه نقلها من مجموع قديم في مدح صاحب الزمان (عليه السلام) وجاء فيها:
لله دركم يا آل ياسينا
يا انجم الحق اعلام الهدى فينا
لا يقبل الله الا مع محبتكم
أعمال عبد ولا يرضى له دينا
بكم أخفف أعباء الذنوب بكم
بكم اثقل في الحشر الموازينا
سآء ابن آكلة الاكباد منقلباً
إذ جر حرب أبيكم يوم صفينا
الشمس ردت عليه بعدما غربت
من ذا يطيق لعين الشمس تطبينا
مهما تمسك بالاخبار طائفة
فقوله وال من والاه يكفينا