بسم الله نور السموات العلي وله الحمد والثناء مبدأ كل خير وهدي وصلي الله وسلم علي معادن رحمته وهداه محمد وآله الأصفياء.
تحية طيبة مباركة نستهل بها لقاء آخر مع مدائح الأنوار الألهية نقرأ لكم فيه مقطوعات للأديب العاملي العالم الجليل السيد صدر الدين الحسيني المتوفي سنة ستين بعد الثلاثمائة للهجرة المحمدية المباركة.
وقد أخترنا لكم من شعره مقطوعات بليغة في بيان بركات وآثار الأقتداء والتأسي باهل البيت النبوي المبارك (عليهم السلام).
في المقطوعة الأولي يصور السيد صدر الدين الحسيني أثر موالاة النبي وآله ومحبتهم (عليهم السلام) في أثر التمسك بالعروة المحمدية الوثقي في تأهيل المؤمن لحمل المسؤولية والأمانة الإلهية الكبري، قال (رضوان الله عليه):
وإني لحمال لكل عظيمة
ولكن بسر الآل من آل هاشم
هم العروة الوثقي لمستمسك بهم
إذا أثقل الأعناق حمل المغانم
فعطفا بني الزهراء إني بحبكم
عقدت نياط القلب قبل التمائم
وفي مقطوعة مؤثرة أخري نجد العالم الأديب صدر الدين الحسيني يشير ببلاغة الي حقيقة أن اللجوء اليهم (عليهم السلام) يعني اللجوء الي الله عزوجل لأنهم خلفاؤه الذين تجلت فيهم أخلاقه القدسية، قال (رحمه الله):
يا آل بيت محمد ما أمكم
ذو حاجة الإ وآب موفقا
يممت باب قراكم أبغي القري
ضيفاً غداً من كل شيء مملقا
حاشاكم ان تطردوا عبدا أتي
يسعي الي أبوابكم مسترزقا
منوا علي بنظرة من لطفكم
أنجو بها من هول يوم الملتقي
فلأنتم سر الإله ولطفكم
من لطفه يهمي مغذا مغدقا
عودت منكم عادة لا زال في
نعمائها جسمي نضيرا مورقا
عودوعلي بها فروضي قد ذوي
من بعد ما قد كان غضا مونقا
ان كان ذنبي ما نعي عنكم فقد
أفنيت ليلي توبة وتملقا
والعفو اجدر بالكريم ومحبكم
قد أم باب رجائكم كي يعتقا
والعفو أنتم أهله واليكم
ينمي وأنتم كنهه ان أطلقا
ولأنتم قصد السبيل وما أنتحي
قصد سواه مغرباً ومشرقاً
عطفاً علي بني النبي فقد غداً
ليل الهموم علي داج مطلقاً
ونبقي مع العالم العاملي الأديب صدر الدين الحسيني وهو يستلهم ما ورد في أحاديث ألائمة (عليهم السلام) من نبذ الغلو فيهم فيقول (رحمه الله):
يا سائلي عن علي كيف أنعته
والله سلسله قدما وصفاه
قل ما تشا في علي غير واحدة
قول الغلاة علي إنه الله
وفي مقطوعة مؤثرة أخري نجد هذا الأديب العاملي المرهف يصور ببلاغة سعة أفق عقد الأمال علي الولاية الحقة قائلاً:
بآمالي وفدت علي الوصي
صراط الله والنهج السوي
علي عدتي وبني علي
وهم وردي علي ظمأي وريي
وهم قسمي من الأقسام حق
اذا أمتاز السعيد من الشقي
يفوز بحب أهل الكهف كلب
وأشقي باتباع بني النبي؟!
ولا يغفل الأديب العالم صدر الدين الحسيني أن يكمل مولاة أولياء الله بالبراءة من أعدائهم حيث قال (رضوان الله عليه):
لا أري الحكم لابن آل أبي سفيان
إلا ضلالة وجحوداً
نبذ الحق والكتاب وأردي
غرة المصطفي وخان العهوداً
كيف تبقي علي الولاية نفس
ترتضي حاكما عليها يزيداً
رددت فوق منبر الوحي سبا
لذويه وأهله ترديداً
للوصي الولي تعلن بالسب
عليها وتدعي التوحيداً