بسم الله وله المجد والحمد والثناء مجيب الدعاء وكريم العطاء وأكمل الصلاة علي سيد الانبياء محمد وآله الأصفياء.
معكم في لقاء آخرمع مدائح الأنوار الإلهية وشاعر من المغرب العربي هو العالم الأديب محمود قابادو التونسي المتوفي سنة إحدي وسبعين بعد المئتين والألف للهجرة المحمدية المباركة.
نقرأ لكم أبياتاً مختارة من قصيدة طويلة لهذا الأديب التونسي تتجلي فيها المودة لمحمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
يخاطب الشاعر محمود قابادو العترة المحمدية الطاهرة في بعض أبيات قصيدته قائلاً:
يا أهل بيت رسول الله جاهكم
عند الإله عظيم الخطرِ محترم
يا أهل بيت رسول الله ركنكم
حميً منيعٌ به تستعصم الأممُ
يا أهل بيت رسول الله ذكركم
هو الشفاء إذا ما أعضل الألمُ
يا أهل بيت رسول الله لا حرمٌ
إلاّ حماكم بيومٍ شرّه عممُ
إذ لا يري حسبٌ عالٍ ولا نسبٌ
يوم القيامة إلاّ وهو منحسمُ
يا أهل بيت رسول الله كم مننٍ
لجاهكم شهدتها العُربُ والعجمُ
كم من غريقٍ نجا لما استغاث بكم
وتائهٍ في ظلام ظلّ يقتحمُ
مدينةُ العلمِ آوَت نجركم وغدا
عليّ مجدٍ وفخرٍ بابها لكمُ
ذريةٌ بعضها من بعضها فلها
بالمصطفي وابن عمّ المصطفي رحمُ
بجدّكم قد تعالي مجدُكم وسما
فأي علياءَ لا تعنو لمجدكمُ
لدي العظائم نستذري بجاهكمُ
لا سيّما حينَ منّا تُنزعُ النسمُ
إذا الّلسانُ عن الإفصاح معتقلٌ
والنفسُ تطحو بها من سكرة غممُ
قد انتهت للتراقي وهي جائشةٌ
هولَ اللّقا وفراق الجسم تقتحمُ
وبعد أبيات مستلهمة من الأحاديث الشريفة المصرحة بأن النجاة من أهوال القيامة تكون بالتمسك بعري أهل بيت النبوة (عليهم السلام) يقول الأديب التونسي محمود قابادو:
وكيف يحزنُ من إفزاعِ يومئذٍ
محبّكم وشفيعُ الحشر جدّكُمُ
أليسَ أمّتهُ كانت به وسطاً
من ضلالٍ لدي إجماعهم عصموا
ومنهمُ العلماءُ الوارثونَ غدت
كرامةُ معجزات الأنبيا لهُم
الكارعونَ من الوردِ الّذي نهلوا
والشاهدونَ لهم إذ تُحشرُ الأممُ
قد أعظم الله في التوارة نعتهمُ
حتي تمنّي الكليمُ نيل نعتهمُ
فكيف بالآل لا كيفٌ بمثلهم
وكيف شأنهمُ يعلو وينفخمُ
هم بضعةٌ من رسول الله طيّبةٌ
مؤمّل فضلُها الذاتيُّ والكرمُ
همُ البقيّة فينا للنبيّ وما
في الأرض من صفوةٍ لله مثلهمُ
من يعتلق حبلَ عهدٍ منهم فله
عندَ المهيمنِ عهدٌ ليس ينصرمُ
حبّ وأعظامُ النبيّ قضي
بحبّهم وبحبّ من يحبّهمُ
وفي مقطع آخرمن قصيدته يتوجه هذا الأديب التونسي بخطابه الي سيد الرسل (صلي الله عليه وآله) قائلاً:
يا أكرمَ الخلقِ عند الله منزلةً
ومن به الوحيُ مبدوءٌ ومختتمُ
محبُّ آلك يرجوأن يري معهم
غداً فكلٌّ بمن قد ودَّ يلتئمُ
وأن يقتربهُ تحبيرُ مدحهمُ
إلي رضاكَ وإن أقصاه مجترمُ
وفي رضاك رضي المولي وأثرتهُ
فهوَ السعادةُ في الدارينِ والرحمُ
لم يمنحِ الله عبداً فضلَ عارفةٍ
إلا وأنت لها منشا ومستلمُ
ولا سبيلَ إلي أبوابِ حضرتهِ
إلاّ لمن مقتفاهُ نهجكَ الأممُ
فالأنبياءُ بدورٌ أنت شمسهمُ
نورُ النبوّة فيهم منك يرتسمُ
قد كان نوركَ من غيبٍ يمدّهمُ
كلّاً بما تقتضي في عصره الحِكمُ
والله يأخذُ منهم موثقاً لك في
إيمانهم بك إذ تأتي ونصرهمُ
أنت النبيُّ لهم بل للوجودِ وقد
نابوا فيختصُّ ما أوتوا وينصرمُ
وهم مظاهرُ أسماءٍ قد اندرجت
في مظهرٍ لك من اسمٍ له العِظمُ
فجئتَ بالشرعةِ البيضاء جامعةً
علماً بما ضمّه آتٍ ومنصرمُ
كانت هذه أبياتاً مختاره من قصيدة للأديب التونسي محمود قابادو.