بسم الله وله الحمد والمجد أن نمن علينا فجعلنا من إمة خير النبيين المصطفي الأمين صلوات الله عليه وآله السلام عليكم ورحمة الله تحية مباركة، علي بركة الله نصطحبكم في لقاء آخرمن هذا البرنامج نخصصه لأبيات منتخبة من قصيدة طويلة في مدح نبي نبي الرحمة (صلي الله عليه وآله) تشتمل من بيان جملة من مناقبه التي جعلته أحب الخلق الي الله عزوجل والي عباده والمديحة هي من إنشاء أحد فقهاء المغرب العربي في القرن الهجري السابع وهو شيخ ابو زيد الفزازي التلمساني وليد قرطبة الأندلس والمتوفي بمراكش سنة ٦۲۷ للهجرة وكانت له إهتمامات بعلم الكلام. قال الأديب التلمساني في مديحتة:
تبارك ربٌّ عمّنا بحبائه
وأهدي إلينا رحمةً من سمائهِ
رسولاً شفي أدواءنا بدوائه
جزي الله خير الناس خير جزائه
فآثـارُهُ أنوارها تتبلّج
هوالطاهرالمختارُمن كلّ طاهرٍ
ينسيك منهُ أوّلاً فضلُ آخرٍ
أتي بكتابٍ ليس من قول شاعرٍ
جلا صدأ الإشراك عن كلّ ناظرٍ
فللحقّ فيها منهجٌ ليس ينهجُ
تأخّرَ بعثاً وهو فضلاً مقدّمُ
من النجم أهدي بل من الغيث أكرمُ
من الأب أحنيَ بل من الأمّ ارحم
جميلٌ جليلٌ في القلوب معظّم
به الأرضُ تزهو والبريّة تبهج
له الهديُ والسمتُ الّذي دلّ فضلُهُ
علي أنّهُ حبُّ الإله وخِلّهُ
عظيمُ النهي خيرٌلذي الخير كلّهُ
جزيلُ العطا يغشي البريّة ظلُّهُ
فلا البسطُ مقبوضٌ ولا بابُ مرتجُ
بشارتُهُ موجودةٌ قبلَ خلقِهِ
ولا خُلقُ يُرضي كُنهُهُ بعدَ خُلقِهِ
رؤفٌ إذا ألوي الزمانُ برفقهِ
جوادٌ إذا ضنّ الغمامُ بودقِهِِ
ففي كفّهِ بحرُالندي يتموّجُ
مكارمُهُ التقوي وتلكَ المكارمُ
فليلٌ ويومٌ قائمٌ ثمّ صائمُ
فللّه منهُ والعطايا جسائمُ
جليلُ المزايا فهوَ للرُّسلِ خاتمُ
وللحقّ برهانٌ وللرُشدِ مَنهَجُ
ونبقي مع الأديب الفقيه عبد الرحمان التلمساني وهو يتابع مديحته لسيد الرسل مشيراً الي نماذج من آياتهِ وكراماته (صلي الله عليه وآله)، فيقول (رحمه الله):
خبا كُلُّ مصباحٍ لنورٍ بذاتهِ
وعمّ عمومَ القطرِ جودُ هباتهِ
وَنابَ مَنابَ المَوتِ حدُّ قناتِهِ
جمادُ الحَصي والنَبتُ من معجزاتِهِ
وحسبُكَ من جذعٍ يحنُّ وينشجُ
حَنهُ علي أضدادِهِ أرييحّةٌ
ونفسٌ بأفعال الجميلِ سخيّةٌ
فآياتهُ في كلِّ وجهٍ سنيـَّةٌ
جوابٌ بصوتٍ مفضحٍ وتحيّةٌ
بنطقٍ صحيح الفظ لا يتلجلجُ
بهِ مُنحَ التوفيقَ كلُّ موفـّقِ
ودانَ بدين الحقّ كُلُّ محقّقِ
رسولٌ كمثل الوالدِ المترفـّق
جديرٌ بكُلّ المَدحِ من كلّ منطق
فمقدارُهُ أعلي ومرآهُ أبهجُ
هو الفرعُ قد أربي علي طيب أصله
فمن مثلُهُ ما في الأنامِ كمثلِهِ
وحسبُكَ بالإسراء أصلاً لفضلِهِ
جلالٌ رآهُ اللهُ أهلاً لحَملِهِ
فَشَبَّ علي مرقاتهِ يتـدرّجُ
إليهِ إنتهت في العالمينَ المفاخرُ
بها قَطَعَت بحرَ الثناءِ المَواخِرُ
وحَسبُكَ منهُ أوّلاً وهو آخِرُ
جوانحُه بحرٌ من النورِ زاخرُ
بساحلهِ للقسط درٌّ مدحرجُ
ألا إنّ ربّ العرشِ شرَّفَ أحمدا
وَ وافي به بُشري وأنجَزَ موعدا
وأسري به حالاً وشفّعَهُ غدا
جَرَت ليلة الإسراءِ ذكراً مخلّدا
ومن كَرَسول اللهِ للّهِ يعرُجُ
لأعجَز صَرفَ الدَهرِ لطفُ عطائه
وأزي يعرفِ المِسكِ طيبُ ثنائِهِ
ومن ذا يسامي المصطفي في سَنائِهِ
جميعُ الوَري في الحَشرِ تحتَ لوائهِ
وأعناقُهُُم طرّاً إليهِ تعوّجُ
فطوبي لهُ مَن لَم يضِق عنهُ بِرُّهُ
نبيٌّ علا فوقَ النَعائِمِ قدَرُهُ
منيرٌ علي مثواهُ في اللحدّ بدرُهُ
جديدٌ علي كرّ الجديدَينِ ذِكرُهُ
وَهَل هُوَإلاّ المِسكُ بالشَهدِ يُمزَجُ
ثوي بجراءٍ للتحنُّثِ مدَّةً
فألبَسَـهُ ذاكَ الجلالةَََ بردةً
فللّهِ عبدٌ قالَ فيهِ مودّةً
جعلتُ امتداح المصطفي لي عدّةً
عسي روعهُ الميزانِ عنّي تُفَرّجُ
انرنا قلوبنا بقراءة مديحة غراء للحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) من إنشاء شاعر المدائح النبوية الفقيه الكلامي عبد الرحمان ابو زيد الفازازي المتوفي بمراكش سنة ٦۲۷ للهجرة.