بسم الله نور السماوات والارضين والصلاة والسلام على مطالع نوره المبين محمد السراج المنير وآله الطاهرين.
نلتقيكم على بركة الله في حلقة اخرى من هذا البرنامج، ومع قصيدتين من مدائح الانوار الاولى في مدح العترة المحمدية للاديب الموصلي الاستاذ عبد الغفار الاخرس المتوفى في بغداد سنة 1290 للهجرة، والثانية مديحة للسيدة الجليلة الطاهرة زوجة سيد الوصيين (عليه السلام) مولاتنا أم البنين (سلام الله عليها).
قال الاديب عبد الغفار بن عبد الواحد الموصلي في مديحته لأهل البيت المحمدي (عليهم السلام) مشيراً الى سمو كمالاتهم:
طرب الشمائل كلما استجديته
طرب الشجاع لحربه وجلاده
ولربما أجرى اليراع فلاح لي
بيض الايادي من سواد مداده
لله ابلج من ذؤابة هاشم
لا زال حزب الله من أجناده
عقل الحوادث اقلعت لهياجها
فكأنها مصفودة بصفاده
لم لا يؤمل للاغاثة كلها
من كان قطب الغوث من أجداده
لحق الكرام الاولين ولم يزل
في حلبة النجباء سبق جواده
فكأنما انتقب الصباح إذا بدا
إقباله منه على وفاده
لا تعجبوا لجمال آل محمد
نور النبي سرى الى الولاده
بيت قواعده قواعد يذبل
يتعثر الحدثان في أوتاده
أطواد مجد في العلى لم ينزلوا
الا على الشرفات من أطواده
من كل بحرٍ يستفاض نواله
يا فوز من قد راح من رواده
قد تستمد العارفون وإنما
استمدادها بالفيض من امداده
يا اهل ذا البيت الرفيع عماده
وانحطت الملوان دون عماده
اروي لكم خبر الثناء وطالما
أوقفت راويه على اسناده
مستعبد الحرّ الكريم بفضله
لا حر في الدنيا مع استعباده
شاركت أبناء الرجال بما حوت
يمناك بين طريفه وتلاده
ويقول الشاعر المعاصر السيد جواد الحسيني في مديحته لأم البنين الاربعة الشهداء في واقعة الطف، سمية الزهراء (عليها السلام) السيدة فاطمة بنت حزام زوجة أمير المؤمنين (عليه السلام):
تزهو البقيع فخورة بثراها
حيث ارتقت وسمت وبان علاها
فقد استضافت ارضها وربوعها
روضاً اقل رفاتها وحواها
ام البنين وبالبنين تقربت
تفدى الحسين لتستنيل مناها
رمز الشهامة والثبات بقلبها
والطف في اشبالها يتباهى
اهدت بنيها في طريق وليهم
لتصون حقاً للحسين عساها
فخر النساء تفردت بعطائها
لتكون درساً مشرقاً لسواها
من سيدات الكون من سرواته
والله اكرم شأنها وحماها
فلقد حباها من فضائل عطفه
طوبى لمن صان الكريم بهاها
وقد اصطفاها للوصى قرينة
فحيا بمهجتها النهى وهداها
ولقد تحيرت العقول بصبرها
وتعجبت من حلمها وفداها
الله الهمها الشجاعة والابى
ليكون في درب الحسين ولاها
عزاً كفاها للحسين نصيرة
بعد البتول اذا المنون اتاها
ام البنين وقد بنت صرحاً لها
فيه الرحيق وكوثر سقياهار
كل المديح بحقها لا يستوي
لفدائها الغالي وروحي فداها
فتوسدت في قبرها مرضية
بجوار انوار الهدى مثواها
رقدت وقرت عينها وتسنمت
رضوان باريها وحضوة طه
نالت بموقفها الكريم تجللاً
في كفها الدنيا وفي اخراها
بشرى ليثرب والكواكب حولها
بسمائها وربوعها ورباها
ان كان عندك حاجة فافزع
اندب الى الرحمن كي تلقاها