بسم الله وله المجد والحمد اله العالمين وازكى صلواته وتحياته على مطالع نوره المبين المصطفى الامين وآله الطيبين.
اهلاً بكم مع باقة اخرى من مدائح الانوار المحمدية نختارها في هذا اللقاء من شاعرين الاول من القرن الهجري الثالث والثاني من القرن الهجري الرابع عشر فنبدأ أولاً بثلاث مقطوعات للحافظ الرجالي المحدث أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي، وهو من مشاهير المحدثين كان يحفظ عشرة آلاف حديث نبوي وهو أول من الف المسند في الكوفة وقد انعكست خبرته بالاحاديث الشريفة في شعره الديني عموماًومنها المقطوعات التي نقرأها لكم حيث ضمنها مضامين ما نص عليه القرآن الكريم والاحاديث النبوية في مدح أهل البيت (عليهم السلام) توفي رحمه الله سنة 228 للهجرة في مدينة سامراء. قال رحمه الله في مقطوعة قصيرة مخاطباً العترة المحمدية (عليهم السلام):
يا آل أحمد أنتم خير مشتمل
بالمكرمات وأنتم خير معترف
خلافة الله فيكم غير خافية
يُفضي بها سلف منكم الى خلف
طبتم فطاب مواليكم لطيبتكم
وباء أعداؤكم بالخبث في النطف
رأيت نفعي وضري عندكم فإذا
ما كان ذاك فعنكم أين منصرفي
وفي مقطوعة اخرى يقول الحافظ الحماني في بيان مقامات اهل بيت النبوة (عليهم السلام) ومحورية دورهم في قيام الرسالة الاسلامية:
وإن بكم يا آل أحمد أشرقت
وجوه قريش لا بوجه من الفخر
وإن بكم يا آل احمد آمنت
قريش بايام المواقف والحشر
بأمركم يا آل أحمد أصبحت
قريش ولاة الأمر دون ذوي الذكر
إذا نا أناخت في ظلال بيوتها
أنختم ببيت الطهر في محكم الذكر
أناس هم عدل القران ومألف
البيان وأصحاب الحكومة في بدر
وما زهم الجبار منهم بخلةٍ
يراها ذوو الاقدار ناهية الفخر
فأعطاهم الخمس الذي فـُضلوا به
بآية ذي القربى على العسر واليسر
وقال وأنذر أقربيك فخلصت
بنو هاشم قرباه دون بني فهر
اذا قلتم منا الرسول فقولهم
أبونا رسول الله فخر على فخر
وآخاهم مثلاً لمثل فاصبحت
أخوته كالشمس ضمت الى البدر
فآخى علياً دونكم وأصاره
لكم علماً بين الهداية والكفر
وانزله منه على رغمة العدى
كهارون من موسى على قدم الدهر
فمن كان في اصحاب موسى وقومه
كهارون لا زلتم على زلل الكفر
وأنزله منه النبي كنفسه
رواية أبرار تأدت الى البر
فمن نفسه منكم كنفس محمدٍ
الا بأبي نفس المطهر والطهر
ويمدح الحماني الكوفي أحد السادة العلويين فيشير الى بعض مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) الثابتة من طرق الفريقين فيقول في قصيدة اخرى:
ابن الذي ردت عليه
الشمس في يوم الحجاب
وابن القسيم النار في
يوم المواقف والحساب
مولاهم يوم الغدير
برغم مرتاب وآبي
ومن القرن الهجري الثالث الى القرن الهجري الرابع عشر، واربعة ابيات معبرة في بركات مجاورة المشهد العلوي المبارك ، تفجرت بها قريحة الفقيه الاديب الولائي السيد حسن بن محمد الامين العاملي، صاحب كتاب الرد على الوهابية والمنظومة الفقهية في الاجتهاد والتقليد والمتوفى في بيروت سنة 1368 للهجرة. قال (رضوان لله عليه):
أراب وقلبي قد تعلق في ولا
أبي الحسن الكرار والقلب يعلق
وصرت له جاراً ومن كان جاره
علي ابة السبطين ذاك الموفق
عليه سلام الله ما عسعس الدجى
وما حن في الايك الحمام المطوق
وما جاز ربعاً حل فيه أحبتي
من المزن رشاش يصوب ويغدق