بسم الله العليّ الأعلى حبيب الصفوة الأولى محمد المصطفى وآله سفن النّجاة السّلام عليكم ايها الافاضل ورحمة الله وبركاته.
في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار، نقتطف لكم باقة من أشعار الولاء الصادق من ديوان الأديب العالم الشيخ طالب بن أسد الملقّب بشرع الإسلام من أدباء القرن الهجري الرابع عشر والمتوفّى سنة 1346 بعد مدة مديدة من الإقامة في ربوع عشائر آل كثير وآل سعد، تحمّل مشاقّها من أجل هداية أبناء هذه العشائر من عشائر البادية نختار من ديوانه ثلاث مقطوعات جلّها في مدح الوصيّ أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السّلام) وتصوير واقعة الغدير المباركة.
قال الاديب طالب شرع الاسلام في مديحة يفتتحها بالدعوة الى التوجّه الى انوار الهداية الالهية ومصابيح العترة المحمدية قائلاً:
ألا يا صبّ هل لك أن تجودا
بأمر يبعد القصد الحميدا
وتغضي عن هوى ريم غرير
كأنّ بثغره الدرّ الفريدا
متى يرنو لعاشقه بطرف
يرى فيه لمصدره وعيدا
لقد جمعت محاسنه كمالاً
وقد أبدت به قدّاً وجيدا
فما هذا بأقدم من بدور
بهم نور الهدى أضحى جديدا
وهم أمناء هذا الدين حقاً
لقد سبروا به قولاً سديدا
وهم آل النبيّ وخير آل
بدت تتلى مناقبهم عديدا
أبوهم خير هذا الخلق طرّاً
وأفضلهم مفاخرة وجودا
وصيّ المصطفى أعني علياً
كتاباً ناطقاً درّاً نضيدا
كريماً ماجداً ليثاً هزبراً
عليماً حاكماً هاد رشيدا
فمن والاه يوم غدير خمّ
فقد حاز الهدى وسما سعيدا
وذاك اليوم أفضل كلّ يوم
بدا بمسرّة بشراً وعيدا
وقد أخذ الاله له عهوداً
وفيه قد ألان به الحديدا
وفي قصيدة ثانية يفصّل الأديب الولائي الشيخ طالب شرع الاسلام الحديث في تصوير واقعة الغدير التي ختم بها مديحته الاولى، فقال (رضوان الله عليه):
تجمّع الناس بلا مطل
لصاحب المعروف والفضل
وصالح الأعمال والمنتهى
والبدر والزّلفى مع الّنفل
والآية العظمى وخير الورى
على الحاكم بالعدل
وهو الوصيّ والإمام الذي
للخلق منصوب بلا عزل
قد ارتضاه الله واختاره
خليفة الهادي بلا فصل
والله أوحى لرسول الورى
بأرض خمّ منزل الفضل
إصدع بما تؤمر فالمرتضى
ولاؤه فرض على الكلّ
بلّغ إلى الناس حديث الهدى
وصالح الأعمال والعدل
اليوم أكملت لكم دينكم
بنصّ طه سيّد الرّسل
بشراكم في حبّه واقتفوا
آثاره بالقول والفعل
أفضل عيد ساطع حجّة
وثابت بالعقل والنقل
لولا عليّ ما بدا ديننا
ولا سما العلم على الجهل
فهو الذي زوّجه المصطفى
بالبرّة الطاهرة الأصل
بحر علوم قد غدا زاخراً
أماجه تنطف بالهطل
ونختم هذا اللقاء أحباءنا بأربعة أبيات من قصيدة ثالثة للأديب الولائي الشيخ طالب شرع الاسلام تشتمل على دعوة كريمة لمن يطلب العطاء الرباني والفيض الالهي، قال (رحمه الله):
فقل الآن لمن يبغي النّدى
ويروم المنّ من مولى العرب
يقصد المولى الكريم المنتخب
صاحب المجد العظيم المنتجب
وأبو الفخر وصهر المصطفى
ذلك الكرّار سام في اللّقب
كم له معجزة قد ظهرت
ومزايا بينّات كالشّهب
شكراً لكم أحباءنا جميل متابعتكم لأشعار هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار الى لقاء آخر نستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.