البث المباشر

مديحة الوزير المغربي في الأمير (ع) وابن شكيل الأندلسي

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 11:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 126

بسم الله عصمة المعتصمين وملاذ اللائذين الرزاق ذي القوة المتين والصلاة والسلام علي مطالع نوره المبين نبي الرحمة الأمين محمد وآله الكهف الحصين.
نبدأ لقاء آخر من هذا البرنامج وقد اخترنا لكم من أدب الولاء مديحتين من شعر التقرب الي الله بذكر أوليائه المقربين (عليه السلام) الأولي قصيرة احتجاجية للأديب العالم والوزير الحكيم مؤلف كتاب السياسة وكتاب مختصر إصلاح المنطق وعدة من الكتب الأدبية الأخري، أعني ابا القاسم الحسين بن علي الملقب بالوزير المغربي من وزراء الدولة البويهية والمتوفي سنة ٤۱۸ للهجرة .
أما الثانية فهي من غرر شعرالولاء لأديب الأندلس المبدع ابي العباس أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي المتوفي سنة ٦۰٥ للهجرة المحمدية المباركة.
يخاطب الوزير العالم والأديب المغربي منكري مناقب العترة المحمدية في مقطوعة بليغة حيث يقول (رحمه الله):

أيا غامصين المزايا الجليلة

من المرتضي والسجايا الجميلة

ويا غامضين عن الواضحات

كأنّ العيون لديها كليلة

إذا كان لا يعرف الفاضلين

إلا شبيههم في الفضيلة

فمن أين للأمة الاختيار

عفا لعقولكم المستحيلة

عرفنا علياً بطيب النجار

وفصل الخطاب وحسن المخيلة

تطلّع كالشمس وقت الضحي

بفضلٍ عميم وأيدٍ جزيلة

فكان المقدم بعد النبيّ

علي كل نفسٍ بكلِّ قبيلة

وبعد هذه الأبيات الجميلة لأبي القاسم الحسين بن علي الملقب بالوزير المغربي الي القرن الهجري السادس ومع أديب الإندلس المبدع ابي عباس أحمد بن يعيش بن شيكل الصوفي، ومديحة غراء يقترن فيها حب معالم المشاهد الإلهية بعشق أصحابها الأولياء ودموع الشوق لهم والحزن علي ما أصابهم ويقترن فيها المدح الخالص لسيد الشهداء بالرثاء الصادق له (عليه السلام)، قال ابو العباس (رضوان الله عليه):

يا برق برقاً بين مروة والصفا

باكر بسقيا الحجّ ديناً قد عفا

واِهدِ الحجيج إلي معالم مكّةٍ

فلقد تركتهم حياري وُقّفا

حمّل عمامك ديمةً من زمزمٍ

وانضح بريّاها القلوب الرجفا

واكحل جفوني من سوافي ريحها

إنّي أشحُّ بتربها أن ينسفا

بين الحجون إلي الحطيم لأحمدٍ

أثرٌ زكا منه الثري وتشرّفا

بمنيً بجمرته إلي عرفاتهِ

ناهيك مسعيً للنبيّ وموقفا

والحِجرُوالحَجَرُالأحمُّ تألّقت

أنوارُهُ فأبي الهدي أن تكسفا

ومقام إبراهيم يدعو ربّهُ

قد أثرت قدماهُ في صمّ الصفا

والبيت ذو الأستار تمسح رُكنهُ

وُرقُ الحمام عبادة ٌوتعطّفا

يا ليت أنّي في ذراهُ حمامة

أدعُ الهديلَ سُدي وأبكي المصطفي

*******

يا عين ابكي للدفين بطيبةٍ

ولَمفرِقٍ بدم الوصيِّ تغلـَّـفا

أخوين خيرُهما بحرّة يثرب

ثاوٍ وآخَرُ بالعراق تخلـّفا

شُلـّت يمينُ الملجميّ فإنّه

ترك الإمام علي شفا

أرَتِ الشماتة بالوصيّ أميّة

لا سرّها قتلُ الوصيّ ولا شفي

ودّت أميّة لو يصابُ بسيفها

يكفيك جمرةٌ يا أميّة لو كفي

أشفاكُمُ من يوم بدرٍ قتلُهُ

تلك الشهادةُ ما بذلك من خفي

ونبقي مع الأديب الأندلسي المبدع ابو العباس بن شكيل وهو يواصل مدحه الرثائي لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) منتقلاً الي سيدي شباب أهل الجنة (عليهما السلام) وأطراف الملحمة الحسينية. قال (رضوان الله عليه):

أبكي علي السبطين بعدَ أبيهما

حبّاً لجَدّهما الرحيم الأرأفا

عمري لقد جار الضلالُ علي الهدي

بالطفّ في قتلِ الحسين وطفّفا

واهاً لها من عثرةٍ لو تُتّقي

واهاً لها من ضَلـّةٍ لو تُقتفي

ما كان أجدرها بأن تَدَعَ الظُبا

متشظّياتٍ وَالقَنا متقصّفا

رضيت قريشٌ أن تقتّل هاشمٌ

فَعَلي قريشٍ بَعدَ هاشمٍ العفا

لا درّ درُّ العبشَميّةِ كم لها

من فتكةٍ فيهم عَلَت أن توصفا

لو أن صقراً في مَكانِ أُميّةٍ

لحماً علي جدث الحسين ورَفرَفا

أوأنّ سِربَ قطاً غداةَ شكا الصدي

وافاهُ مجَّ لوردِهِ ما استخلفا

إنّي لأشرقُ بالزلالِ تذكُّراً

لهُمُ وأقلقُ بالنعيم تأسّفا

يا ليت شعري كيف كان علي العصا

رأسُ الحُسين ونورُهُ كيف انطفا

أم كَيفَ تقرَعُ بالقضيب ثنيّةً

كانت ملذاً للنبيّ ومَرشِفا

أن يرفعوا رأس الحُسن فقبلهُ

رفعوا لواذا من أبيه المصحَفا

 

إيهاً حديثاً عن فؤادي إنّهُ

ذكرالرسول وآلهُ فتّشوّفا

مالي طربتُ بذكرهم فكأنّني

عاقرتُ من ذِكرِ الأحبّةِ قَرقَفا

أقِمِ الصَلاة علي النبيِّ فإنّها

تَذَرُ الذنوب الشُمَّ قاعاً صفصفا

يا ربّ إنّي قد أنستُ بحُبّهِمِ

فاجعلُهُم لي عن سواهُ مَصرِفا

ورحم الله الأديب الأندلسي المبدع ابا العباس أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي علي هذه الأبيات الجميلة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة