بسم الله وله الحمد اللطيف الخبير والصلاة الخبير والصلاة والسلام علي سراجه المنير البشير النذير المصطفي محمد وآله شموس نوره المبين.
نلتقيكم في حلقة أخري من هذا البرنامج ومع أبياتٍ من واحدة من روائع الشعر العربي لأديب عالم أجمع العلماء والأدباء علي الإقرار بسمو مراتبه العلمية وتبحره في فنون الأدب وبراعته في التصوير الشعري وقوة قريحته حتي عده جملة من الأدباء بأنه أشعر من المتنبي.
إنه جامع كتاب نهج البلاغة الخالد ومؤلف كتاب المجازات النبوية القيم ومجاز القرآن العظيم وغيرهما من الكتب النافعة، السيد ابو الحسن محمد بن الحسين بن موسي العلوي الحسيني الموسوي الملقب بالشريف الرضي المتوفي سنة ٤۰٦ للهجرة رضوان الله عليه.
ونختم اللقاء بأبيات مؤثرة فيها إشارة الي شفاعة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في المحشر إخترناها من قصيدة ولائية جميلة للفقيه الأديب السيد علي بن ابي القاسم الموسوي النجفي المتوفي في سفره للحج سنة ۱۳۲٤.
في أواخر قصيدته الحسينية الغراء والتي مطلعها "كربلا ما زلت كرباً وبلا". قال السيد الشريف الرضي مادحاً أهل البيت (عليهم السلام):
معشرٌ منهم رسول الله
والكاشف الكرب إذا الكرب عرا
صهرُهُ الباذل عنه نفسه
وحسام الله في يوم الوغي
أول الناس الي الداعي الذي
لم يقدم غيره لما دعا
ثم سبطاه شهيدان فذا
بحسا السُمّ وهذا بالظُبي
وعليٌّ وابنه الباقر والصادق
القول وموسي والرضا
وعليٌّ وأبوه وابنه
والّذي ينتظر القوم غدا
يا جبال المجد عزّاً وعُلي
وبدور الأرض نوراً وَسَنا
جعل الله الّذي نابكم
سبب الوجد طويلاً والبكا
لا أري حُزنكم ينسي
ولارُزءكم يسلي وإن طال المدي
قد مضي الدهر وعفّي بعدكم
لا الجوي باخ ولا الدمع رقا
ويتابع الشريف الرضي رضوان الله عليه مديحته الغراء مشيراً الي دور أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في إنقاذ العباد في الدنيا والآخرة قائلاً وهو يخاطبهم (سلام الله عليهم):
انتم الشافون من داء العمي
وغداً ساقون من حوض الروا
نزل الدين عليكم بيتكم
وتخطّي النّاس طُراً وطوي
أين عنكم للذي يبغي بكم
ظلّ عدنٍ دونها حرُّ لَظي
أين عنكم لمضلٍ طالبٍ
وضح السبل وأقمار الدجي
أين عنكم للذي يرجو بكم
معْ رسول الله فوزاً ونجا
يوم يغدو وجهه عن معشرٍ
معرضاً ممتنعاً عند الُلقي
شاكيا منهم إلي الله وهل
يفلح الجيل الّذي منه شكا
رَبَّ ما حاملوا ولا آووا ولا
نصروا أهلي ولا أغنوا غنا
بدّلوا ديني ونالو أسرتي
بالعظيمات ولم يرعوا ألي
لو ولي ما قد ولوا من عترتي
قائم الشرك لأبقي وَرَعي
نقضوا عهدي وقد أبرمته
وعري الدين فما أبقوا عري
حرمي مستردفاتٌ وبنو
بنتي الأدنون ذبحٌ للعدي
أتري لست لديهم كامرئٍ
خلّفوه بجميلٍ إذا مضي
ربّ إنّي اليوم خصمٌ لهم
جئت مظلوماً وذا يوم القضا
نختم هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار بهذه الأبيات المنتخبة من قصيدة ولائية للفقيه العالم السيد علي بن ابي القاسم الموسوي يقول (رحمه الله فيها):
يا عترة الهادي النبي ومن بكم
قبل الإله من الوري استغفارها
أنتم نجاة الخلق إن هي أقبلت
للحشر تحمل للجزا أوزارها
نطق الكتاب بفضلكم وبمدحكم
أهل الفصاحة وشحت أشعارها
زهت المنابر والمنائر باسمكم
وبمدحكم حدت الحداة قطارها
ولكم مزاياً لو أخذت بوصفها
حتي القيامة لم أسف معشارها
فعليكم صلي المهيمن كلما
هز النسيم علي الثري أشجارها
وعليكم صلي المهيمن كلما
روت الرواة بفضلكم أخبارها