بسم الله وله المجد والحمد علي جميل صنعه وحسن تدبيره وواسع رحمته والصلاة والسلام علي خير النبيين نورالله الأعظم النبي الأكرم محمد وآله الطيبين.
طيباً الله أوقاتكم بكل ما تحبون، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نستضيف فيه شاعر من القرن الهجري الثالث عشر فنقرأ له مقطوعات زكية في مدح آل سيد المرسلين (صلي الله عليه وآله)، الشاعر فقيه معروف من المذهب المالكي وهو أبو الفيض حمدون بن الحاج السلمي المغربي من أهل مدينة فاس وصاحب المؤلفات والمتوفي سنة ۱۲۲۲ للهجرة. قال هذا العالم الأديب في إحدي مقطوعاته:

لنا نفوسٌ لنيل المجد عاشقةٌ

ومن سواكم آل البيت لم تنل

وما لها من تسل عن محبتكم

ولو تسلّت أسلناها علي الأسل

لا ينزل المجد إلّا من منازلنا

لمّا اعتلقنا فروع أحمدٍ وعلي

لم يأو فخرٌسوي أبناء فاطمةٍ

النوم ليس له مأوي سوي المقل

ونبقي مع الفقيه المالكي الأديب أبي الفيض حمدون السلمي وهو يخاطب في مديحةٍ ثانية العترة المحمدية (عليهم السلام) معتذراً للأذي الذي يتحملونه في سبل هداية الخلق، قال (رحمة الله):

يعزُّ علينا آل أحمد أن يري

سلوككم في سبل شرّ مضلةّ

وهل أنتم إلاّ عيون بها نري

ومن ذا الذي يبقي القذاة بمقلة

شموسٌ وأقمارٌ إذا ما بدا بها

خسوفٌ دعونا الله حتي تجلّت

أبي الله إلاّ أن يطهّركم فهل

لنا في سوي ما شاء إبداء علّة

يقينٌ بأنّ الله نقيّ جيوبكم

وطهّركم تطهير عتي لخلة

ويواصل الفقيه المالكي حمدون السلمي المغربي خطابة للعترة المحمدية قائلاً:

لأنتم أهل البيت قبلتنا وهل

تصحُّ صلاةٌ وانحرافٌ بقبلة

علينا لكم ودٌّ صفا وعليكم

لنا أن تقودونا لأحسن ملّة

ألستم بني الهادي الذي قادتا إلي

هداه بقولٍ تارةً وبفعلة

من الودّ في أبناء فاطمة هدوا

إلي الخير فافطم عن رضاعٍ لزلّة

ودٌ لهم والذبُّ عنهم وهديهم

وهديٌ لهم وإن غنوا عن أدلة

بني المصطفي بني ابنة المصطفي بني

عليٍ علوتم كلّ قومٍ أجلّة

عيون وجوه القوم لا درّ درّ من

أراد بكم سوءاً وباء بذلّة

وأخيراً نقرأ لكم أبيات الفقيه المالكي أبوالفيض حمدون بن الحاج السلمي المغربي وهو يناجي ربه جل جلاله متوسلا بأهل بيت النبوة عليهم السلام وهم أحب الخلق إليه قائلاً:

كن لي كما كنت لي إذا لم أكن شيا

يا من به ليس إلا قامت الأشيا

يا ربّ يا حيُّ يا قيوم يا أحدٌ

بذكره طابت الممات والمحيا

غيّب بفضلك كلّ الخلق عن نظري

حتي أراك ولا أراهم شيا

واجعل حجابك روح الخلق سرّهم

حياة روحي وسراً لي به أحيا

بسرّ أحمد ثمّ سرّ فاطمة

وسرّ ريحانتيه الناشر الطيا