البث المباشر

ميمية ابي فراس الحمداني في أهل البيت (ع)

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 09:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 112

بسم الله وله الحمد والمجد الذي وسعت رحمته كل شيء والصلاة والسلام علي رحمته الكبري للعالمين المصطفي الامين وآله مطالع نوره المبين.
من غرر القصائد التي خلدها ديوان الادب الرسالي ميمية الامير الفارس والشاعر المبدع ابي فراس الحمداني المتوفي سنة ۳٥۷ (رحمه الله) في هذه القصيدة نجد مديحة لآنوار العترة المحمدية (عليهم السلام) من نمط متميز هو مدحهم من خلال عرض مظلوميتهم والبرائة من اعدائهم.
وقد دخل ابي فراس الحمداني بغداد عاصمة حكم بني العباس يومذاك وتلي في محفل عام قصيدته الاحتجاجية التي ادانت الجرائم التي ارتكبها طغاة بني العباس ضد ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام).
نقرأ لكم ابياتاً من هذه القصيدة الغراء التي جمعت بين جزالة الآلفاظ وقوة المعاني.

الدين مخترم والحق مهتظم

وفيئ آل رسول الله مقسم

اني ابيت قليل النوم ارقني

قلب تصارع فيه الهم والهمم

وعزمة لا ينام الليل صاحبها

إلا علي ظفر في طيّة كرم

يصان مهري لآمر لا ابوح به

والدرع والرمج والصمصامة لخذم

وفتية قلبهم قلب اذا ركبوا

يوماً ورايهم راي إذا عزموا

 

يا للرجال أما لله منصف

من الطغاة اما للدين منتقم

بنو علي رعايا في ديارهم

والامر تملكه النسوان والخدم

وما السعيد بها الّا الذي ظلموا

وما الغني بها إلا الذي حرموا

للمتقين من الدنيا عواقبها

وإن تعّجل منها الظالم الاثم

لا يطغيّن بني العباس ملكهم

بنو علي مواليهم وإن زعموا

اتفخرون عليهم لا ابالكم

حتي كأنّ رسول الله جدكم

وما توازن يوما بينكم شرف

ولا تساوت بكم في موطن قدم

ولا لكم مثلهم في المجد مّتصل

ولا لجّدكم مسعاة جدهم

 

قام النبي بها يوم الغدير لهم

والله يشهد والاملاك والامم

حتي اذا اصبحت في غير صاحبها

باتت تنازعها الذؤبان والرخم

تالله ما جهل الآقوام موضعها

لكنهم سروا وجه الذي علموا

ثم ادعاها بنو العباس إرثهم

وما لهم قدم فيها ولا قدم

لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا

ولا يحكم في امر لهم حكم

اما علّي فقد ادني قرابتكم

عند الولاية إن لم تكفر النعم

بئس الجزاء جزيتم في بني حسن

ابوهم العلم الهادي وامّهم

لا بيعة ردعتكم عن دمائهم

ولا يمين ولا قربي ولا ذمم

هلا صفحتم عن الآسري بلا سبب

للصافحين ببدر عن اسيركم

هلا كففتم عن الديباج السنكم

وعن بنات رسول الله شتمكم

ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت

تلك الجرائر إلا دون نيلكم

كم غدره لكم في الدين واضحة

وكم دم لرسول الله عندكم

أأنتم أله فيما ترون وفي

اظفاركم من بنيه الطاهرين دم

هيهات لا قّربت قربي ولا رحم

ولم يكن بين نوح وابنه رحم

 

ليس الرشيد كموسي في القياس ولا

مامونكم كالرضا إن أنصف الحكم

باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته

وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا

يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت

ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا

لبئس ما لقيت منهم وإن بليت

بجانب الطف تلك الاعظم الرمم

أي المفاخر آمست في منابركم

وغيركم امر فيهن محتكم

خلوا خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا

يوم السؤال وعمالين إن علموا

لا يغضبون لغير الله إن غضبوا

ولا يضيعون حكم الله إن حكموا

تبدو التلاوة من ابياتهم ابدا

وفي بيوتكم الاوتار والنغم

منكم علية ام منهم وكان لهم

شيخ المغنين ابراهيم ام لكم

ما في ديارهم للخمر معتصر

ولا بيوتهم للسوء معتصم

ولا تبيت لهم خنثي تنادمهم

ولا يري لهم قرد له حشم

الركن والبيت والاستار منزلهم

وزمزم والصفا والحجر والحرم

صلي الا له عليهم أينما ذكروا

لآّنهم للوري كهف ومعتصم

قد قرأنا لكم فيها ابياتاً من الميمية الغراء للآمير الفارس والشاعر المبدع ابي فراس الحمداني رحمه الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة