بسم الله نور السموات والارضين وله المجد والحمد حبيب قلوب الصادقين واسني الصلاة وأتم التسليم علي مصابيح صراطه القويم محمد وآله الطاهرين.
إخترنا لكم في هذا اللقاء قصيدة غراء مفعمة بروح المودة والإفتخار بالإنتماء للعترة المحمدية المباركة وهي من إنشاء عالم وصف بأنه أشهر علماء زمانه ألا وهو شيخ المشائخ علي عهد السلطان عبد الحميد الثاني محمد بن الحسن الرفاعي الملقب بأبي الهدي الصيادي والمتوفي سنة ۱۳۲۸ للهجرة.
القصيدة وهي دالية تتميز بأشتمالها علي بيان مجموعة من الإشارات للمقامات العرفانية لأئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) والتي تكفلت ببيانها كثيرة من الأحاديث الشريفة التي صحت روايتها من طرق الفريقين. قال العالم الأديب أبو الهدي الصيادي (رحمه الله):
سبقوا البرية طارفا وتليدا
وعلوا عليها والدا ووليدا
قوم اذا اجتذبوا أعنة خيلهم
جعلوا قريب الغالبين بعيدا
وتري جهابذة الوري في بليهم
من فضلهم يتيممون صعيدا
ما جاءهم جمع لنكبة شأنهم
إلا وأصبح في التراب وحيدا
خلقت أحاديث الزمان وهم وقد
كتبوا علي ذمم الوجود عهودا
ما أم سدة بابهم عاني الشقا
إلا وصيره الإله سعيدا
هم زبدة الكون الوسيع وجدهم
أضحي علي كل الأنام شهيدا
وسرادق العرش العظيم بنورهم
بهج ومنه منضد تنضيدا
هم برزخ الشرف الرفيع وفي الخفا
أخذوا النبي ملاحظا وعميدا
سربالهم في الحرب هيكل ذكرهم
والغير يجعل للحروب حديدا
ما الناس إلا هم لعمري أنهم
جعلوا لأيام البرية عيدا
ظهرت بهم آثار قدرة ربهم
لما اصطفاهم سادة وأسودا
وسمت سلاسل مجدهم فتسلسلت
شرفا وطابت سيدا وحفيدا
ولبابهم هرعت صدور الأوليا
بل فيه طافوا مرشدا ومريدا
عكفوا علي أعتابهم ولقد رأوا
رأيا لإنتاج المراد سديدا
لله درهم ساده وأئمة
غمروا الوجود بكل ان جودا
أهل لكل جميلة وجليلة
غوث لمن ترك الديار طريدا
قد شرفوا سلك الوري مذ نظموا
بالغيب فيه جواهرا وعقودا
آثارهم نقشت علي لوح العلا
قدما وكان مقامهم محمودا
ما جئتهم للخطب إلا شمتهم
حبلا لتفريج الكروب وريدا
أشبال أحمد آل حيدرة الوغي
أنجال فاطمة كفاك جدودا
أرجو بهم نيل المآرب أنني
أصبحت أحمل من عناي قيودا
لجنابهم أشكولأني قاصد
أصحبت قصدي للقبول قصيدا
وقريحتي قد قرحت من بلوتي
وغدت هشيما كالحا وحصيدا
وبكل حال جئتهم وأخذتهم
ركنا لدفع النائبات شديدا
وبهم ألوذ مدا الزمان ولا أري
عن بابهم حتي القيام محيدا
ولدي القيامة أستظل بظلهم
حتي أراني خادما مسعودا
صلي الإله علي التهامي جدهم
خير الأنام مواليا وعبيدا
والآل أقمار السعادة من به
البرية طارفا وتليدا
كانت هذه بديعة غراء في مدح أهل بيت النبوة النجباء (عليهم السلام) تفجرت بها قريحة العالم الأديب محمد بن الحسن الرفاعي المشهور بأبي الهدي الصيادي.
وها نحن نختم هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار ببيتين لهذا الأديب تجيشان بمشاعر المودة الصادقة لأهل البيت (عليهم السلام) يقول فيهما:
يا آل فاطمة وآل محمد
وعصابة المولي علي المرتضي
أنا لائذ برحابكم وببابكم
يعطي الرضي ويرد بالمدد القضا