بسم الله وله المجد والحمد منير القلوب وأسنى الصلاة والسلام على حبيبه المحبوب المصطفى المختار وآله قادة الابرار.
السلام عليكم ورحمة الله تحية مباركة طيبة، على بركة الله نلتقيكم في لقاء آخر مع قيم الخير والعطاء ونحن نعيش مع ما سجله ديوان الشعر العربي من مدائح الانوار المحمدية.
ومختارات منها لاديبين بارعين الاول من القرن الهجري السابع وهو الرحالة الاندلسي محمد بن أحمد بن جبير الكناني المتوفة في الاسكندرية سنة ٦۱٤ للهجرة. أما الاديب الثاني فهة العالم الكبير والاديب الشهير محمد حسين بن يونس المظفر خريج حوزة النجف الاشرف العلمية وعالم مدينة القرنة العراقية والمتوفى فيها سنة ۱۳۷۱ للهجرة المباركة.
نبدأ أحباءنا بهذه المقطوعة القصيرة للرحالة الاندلسي الاديب محمد بن أحمد بن جبير والتي قول فيها:
أحب النبي المصطفى وابن عمه
علياً وسبطيه وفاطمة الزهرا
هم أهل بيت أهب الرجس عنهم
وأطلعهم افق الهدى انجما زهرا
عليهم سلام الله ما دام ذكرهم
لدى الملأ الاعلى واكرم به ذكرا
ومن القرن الهجري السابع ننتقل الى القرن الهجري الرابع عشر وقصيدة في بيان ما أختاره الله عزوجل لمحمد وآله عليهم السلام من مكانة محورية في النظام الكوني.
منشؤ هذه القصيدة هو العالم الكبير الشيخ محمد حسين المظفر رضوان الله عليه وفي جميع أبيات هذه القصيدة يُلخص هذا العالم الاديب مضامين أحاديث شريفة كثيرة صحت روايتها من طرق الفريقين، قال رحمه الله ضمن حديثه عن ملحمة الحسين (عليه السلام):
فوافى عراص الطف فاعشوشبت به
وطابت نواحيها وطالت به فخرا
ألم بها في فتية هاشمية
فكل تراه في سما مجده بدرا
لهم قصبات السبق في المجد والعلى
وفي الجود فالعاني متى أمهم أثرى
فلا يأمن الجاني بغير حمامهم
وجارهم لم يخش جوراً ولا فقرا
لقد خطبوا بكر العلى فبنوا بها
وقد جعلوا الذكر الجميل لها مهرا
ابى جدهم الا الابا ومآثرا
لهم عرفت من قبل تكوينهم ذرا
فهم علة الايجاد والسبب الذي
به الله سن الحشر للخلق والنشرا
ولو لم يكن في صلب آدم جدهم
لما سجد الاملاك طراً له قسرا
ولولاه لم تقبل لآدم توبة
ولم ينج نوح لا ولا فلكه قرا
ولا النار صارت جنة لخليله
ولا كان موسى بالعصا يفلق البحرا
ولا رفع الله المسيح الى السما
ولا كان عن أيوب قد كشف الضرا
ولم يكونوا خير من وطأ الثرى
مزايا لما كان الزمان بهم أزرى
فمن كان هذا جدهم كيف لم يكن
لهم شرف الاولى بهم أزرى
ففرقهم في الارض حتى قبورهم
فبعض ببغداد وبعض سامرا
وبعض بطوس والبقيع وبعضهم
حوى شرفاً وادي الغري له قبرا
فسامته إما عيشة لم يعش بها
كريم وإما ميتة تورث الفخرا
فقال لها اختار ما اختاره الإبا
ولو انني ابقى ثلاثاً على الغبرا
أبى الله والدين الحنيف وفتية
بها عرّقت في العز فاطمة الزهرا
فوافته في سبعين الفاً فرّدها
بسبعين ليثاً كالحمام اذا فرا
ترى القلب خوفا في جناحيه طائرا
وقد جد يمناه والحقها اليسرى
رماها سهاماً من كنانة هاشم
له ادخرتها صنعة مضر الحمرا
نضا منهم عضبا وهزّ مثقفا
واجرى جواداً يسبق السيل في المجرى
وكما لاحظتم فإن العالم الاديب الشيخ محمد حسين المظفر قد افتتح الابيات المتقدمة بذكر الحسين (عليه السلام) وختمها بذكر نفحة من شجاعة وفداء أخيه ابي الفضل العباس (سلام الله عليه).
ونبقى مع الاديب المظفر في هذه الابيات المؤثرة في أفضلية أهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام) عموماً والامام الحسن المجتبى خصوصاً حيث يقول:
فهم وعمر والعلي أوفى الورى ذمما
واكرم الناس من عجم ومن عرب
أفديهم من حماة للنزيل اذا
ما نازلته يد الايام من نوب
ومن كفاة إذا ما عم عامهم
جدب السنين وغارت أعين السحب
فمنهم الحسن الزاكي عُلىً وتقى
أفديه من مجتبي بالمكرمات حبي
إن كتاباً لم يكن يبتدي
فيه بذكر الآل بعد النبي
ولم يكن يختم في ذكرهم
فليس بالكامل في مذهبي