بسم الله نور النور والصلاة والسلام على نبيه المحبور وآله الكواكب والشمس البدور.
اهلاً بكم نلتقيكم على بركة الله في لقاء آخر مع مدائح الانوار المحمدية، مقدمين له بالاشارة الى ان علماء المسلمين ومن مختلف مذاهبهم قد دونوا عدة كتب في الآيات الكريمة التي نزلت في مدح اهل بيت النبوة عليهم السلام الذين اختصهم الله عزوجل بآيات كثيرة كآية التطهير وغيرها فمن هذه الكتب مثلاً كتاب المحدث الشافعي الحاكم الحسكاني الذي سماه بشواهد التنزيل.
وقد سجل مضمون هذه الآيات الكريمة كثير من شعراء المسلمين وبمختلف مذاهبهم ايضاً، نقرأ لكم في هذه الحلقة بعضها لاثنين من شعراء اهل السنة.
نبدأ اعزاءنا من القرن الهجري السادس وثلاث مقطوعات مختارة من قصائد للاديب العالم ابي نصر ظافر الحداد بن القاسم الجذامي وهو من اهالي الاسكندرية والمتوفى سنة ٥۲۹ للهجرة قال (رحمه الله):
بكم آل وحي الله يفتخر المجدُ
وفيكم يسوغ المدح والشكر والحمد
وما ينتهي فيكم ثنا الشعر غاية
ولكنه حسب الذي يبلغ الجهد
إذا أنزل الله الكتاب بمدحكم
فكم قدر ما يأتي به شاعر بعد
وقال الاديب ظافر الحداد في مقطوعة اخرى فيها اشارة الى آية وجوب طاعة اهل البيت (عليهم السلام):
الفرض طاعتكم وطاعة غيركم
تبع لها بضرورة من اجلها
ان الصلاة بكم تصح وذكركم
تتميمها في فرضها او نفلها
بكم تسعد الدنيا ويسعد اهلها
يا خير حي من سلالة رسلها
يا عروة الله التي لم ينتفع
الا امرء علقت يداه بحبلها
وقال الاديب ابو نصر الحداد الاسكندراني في مقطوعة ضمن قصيدة في مدح أحد ابناء الذرية المحمدية:
فيا ابن البتول سليل الرسول
ابوك الوصي وانت الامام
ابوك الذي سار فوق البراق
وفي يد جبريل منه زمام
فلما انتهى سدرة المنتهى
مقاما له جلّ ذاك المقام
دنا قاب قوسين من ربه
على يقظة لم يشبها منام
فما كذب القلب ما قد رآه
فهل حجة في خلاف تقام
فضائل جاء بهنّ الكتاب
وآياته المحكمات العظام
ومن القرن الهجري السادي الى القرن الهجري الرابع عشر، ومع الشاعر التركي محمد الهلالي صاحب المنظومات الهلالية المتوفى سنة ۱۳۱۱ للهجرة. قال رحمه الله في ابيات مختارة من احدى قصائده:
يا طالباً منه الرضى بادر فقد
عادت عوائده على طلابه
صم عن سوى حب الاله به
ولا تذكر ولا تشكر احبابه
مستمنحا احسان آل محمد
من اولياء الله سح سحابه
وانزل رحاب حمى ابي الحسن الذي
حاشا يضام نزيل كهف رحابه
نور على نور فكن مستجليا
مستحديا منه جدى وهابه
فالله يهدي من يشاء لنوره
وأولو الولاء الاوليا اولى به
الراشدون المرشدون مريدهم
جذبا الى سبل الهدى وصوابه
السائرون المرتقون على ذرى
جبل اعالي العرش دون هضابه
روحي الفداء لسادة ارواحهم
عرجت الى قوس الكمال وقابه
قوم بهم سر الهوية قائم
إذ عنهم عذب الهوى كعذابه
بيت حيال الفرقدين تود لو
كانت على الجوزاء من اطنابه
من معشر من كل رجس طهروا
ومن العفاف تجملوا بثيابه
ابناء حضرة حيدر نوابه
والسر منه سرى الى نوابه
ابناء باب مدينة العلم الذي
نشأت فصول الكون من ابوابه
لاشك آدم من تراب اصله
لكن حيدرة أب لترابه
وكفى بقالع باب قلعة خيبر
كفوا لفطامة البتول كفى به