بسم الله وله المجد والحمد رب العالمين وازكى الصلاة واتم التسليم على اقرب الخلق الى الله حبيب الله محمد وآله الهداة الى الله.
السلام عليكم اعزاءنا تحية مباركة وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نستهلها بالاشارة الى ان التأمل الدقيق في حقائق التأريخ للاهتداء الى اهل الحق في مواقع الاختلاف بين اي أمة، هذه الحقيقة اشتملت عليها كثير من مدائح النور، ومنها المديحة التي نقرأها لكم في هذه الحلقة.
المديحة من انشاء الاديب العالم الشهير الوزير ابو القاسم الصاحب بن عبد الطالقاني، علم اعلام اللغة والادب في القرن الهجري الرابع وقد ذكر مترجموه انه (رحمه الله) كان له دور مهم في تنشيط الحركة الادبية في عصره، توفي الصاحب سنة ۳۸٥ للهجرة ودفن في مدينة اصفهان، وقد ظل قبره مزاراً للمؤمنين على مر الاجيال وقد بنيت عليه قبة منيفة (رحمة الله عليه). قال اديب الولاء الوزير ابن عباد:
اذا تراخى مديحي آل ياسينا
وجدت في القلب أحزانا أفانينا
يا طبع فض بمديح الطاهرين ولا
تغض وجدد ثناءاً للوصينا
فلست أطلب روح الخير مجتمعاً
إلا بحسن ولاء الطالبيينا
الحمد لله لما ان هديت الى
محبة السادة الغرّ الميامينا
حبّ النبي وأهل البيت معتمدي
اذا الخطوب أساءت رأيها فينا
ثم يتوجه الوزير الصاحب في مديحته وخطابه الى امير المؤمنين (عليه السلام) وذكره عباده كما ورد في الاحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين، فقال(رضوان الله عليه):
هل مثل فعلك في يوم الفراش وقد
فديت بالروح ختام النبيينا
هل مثل سبقك في الاسلام ان عرفوا
وهذه الخصلة الغرّاء تكفينا
هل مثل علمك ان زلوا وإن وهنوا
وقد هديت كما أصبحت تهدينا
هل مثل سيفك في يوم الضراب وقد
دارت رحى الحرب تجديعاً وتوهينا
هل مثل فعلك في بدر وقد حشمت
نفس الوغى وأسالت سيلها حينا
هل مثل صرعك أعلام الضلال ولم
تنفك تفلق هامات الاضلينا
هل مثل يومك في احد وقد غرفت
عصائب الشرك تغييراً وتعيينا
هل مثل بأسك مع عمرو وقد جبنوا
وحاذروا الموت تعجيلاً وتحييناً
هل مثل قلعك باب الكفر تحذفه
كأنه قلة من رمي رامينا
هل مثل فاطمة الزهراء سيدة
زوجتها يا جمال الفاطمينا
ويتابع الصاحب بن عباد الاشارة الى خصائص الامام علي (عليه السلام) وتميزه عن جميع الصحابة، قال (قدس سره):
هل مثل تجليك في فخر وفي كرم
اذ كونا من بلال المجد تكوينا
هل مثل جمعك للقرآن تعرفه
لفظاً ومعنى وتأويلاً وتبيينا
هل مثل حوزك مجموع الوصية
لاتخشى وقد جرّها سوم المسامينا
هل مثل عزك في يوم الغدير وقد
حصلته سابقاً كل المجارينا
هل مثل كونك هارون النبي وقد
شأوت بالقرب أصناف المبارينا
هل مثل حالك عند الطير تحضره
بدعوة حُزتها دون المصلينا
هل مثل فضلك عند النعل تخصفها
ولم يكن جاحدوا التفضيل لاهينا
هل مثل برك في حال الركوع وما
زكا كبرك بر للمزكينا
هل مثل بذلك للعاني الاسير
وللطفل اليتيم وقد أعطيت مسكينا
هل مثل امرك اذا تتلو براءة في
خير المواسم قد سؤت المناوينا
هل مثل فتواك اذ قالوا مجاهرة
لولا علي هلكنا في فتاوينا
هل مثل صبرم اذ خانوا واذ ختروا
حتى جرى ما جرى يوم صفينا
لو قلت هل مثل ما ناحت مطوفة
لما تقصيت هاتيك التحاسينا
لكنني مخير عن بعض ما عرفت
نفسي لأرغم آناف المعادينا
يا سادتي هذه غرّاء سائرة
تحمُ فيك المجاري والمبارينا
يحبها المخلص الشيعي ان رويت
كحب يعقوب للزاكي بن يامينا
ويكمد الناصب الملعون ان قرئت
والله يجزي بني النصب الملاعينا
هدية وهدايا لا كفاء لها
كم مثلها قلت مدحاً في موالينا
وما أمل مقالاً في مناقبهم
أسوقه ما تلا تشرين تشرينا
يا رب سهل زيارتي مشاهدهم
فإن روحي تهوى ذلك الطينا
يا رب صيّر حياتي في محبتهم
ومحشري معهم آمين آمينا
ونحن نقول ايضاً آمين آمين الافاضل ونؤمن على دعاء الشاعر الولائي الصاحب بن عباد وهو يختم قصيدته بالدعاء من الله ان يحشره مع محمد وآل محمد (عليهم السلام).