البث المباشر

مديحة غراء في فضائل وصي الرسول (ص) للاديب ابو الهادي اسماعيل الشيرازي

الأحد 1 ديسمبر 2019 - 15:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 70

بسم الله نور النور وله الحمد ان جعلنا من امة نبيه المحبور ابي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله) وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله، أهلاً بكم في لقآء آخر من هذا البرنامج تخصصها لمديحة غراء أنشأها في فضائل وصي الرسول (صلى الله عليه وآله) الفقيه الاصولي والاديب العالم ابو الهادي اسماعيل الشيرازي المتوفى سنة ۱۳۰٤ للهجرة.
في هذه القصيدة البديعة يصور السيد الشيرازي ببلاغة فائقة مضامين كثير من الاحاديث الشريفة المروية في طرق الفريقين والتي بين الصادق الامين (صلى الله عليه وآله) مقامات وصيه أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال (رضوان الله عليه) في مديحته بادئاً نفحة عن الشجاعة الحيدرية مستلهماً من كلام للصديقة الزهراء عليها السلام:

وما نقموا من حيدر غير انه

يشد إذا هدوا يكر إذا فروا

فسل إن جهلت الناس عن غزو خيبر

وأحد وقد يغني عن الخبر الخبر

فلو لم يكن في كفه السيف قائماً

لما قام للاسلام ركز ولا ذكر

ولم تنصب الرايات في فتح مكة

ولم يك للاصنام في نصبها كسر

ثم يتناول هذا الفقيه الاديب (رحمه الله) مضامين روايات عالم الذر المروية من طرق الفريقين فيقول:

هو المثل الاعلى الذي كان سجداً

له الملأ الاعلى وما خلق الذر

وطينة تقديس بها قد تميز الردى

والهدى في الخلق والخيروالشر

كتاب مبين فيه بشرى ورحمة

وذكرى لأهل العلم والزجر والنذر

ومصحف قدس في معانيه للورى

بطون من الاسرار من دونها ظهر

هو الباسل الضرغام في حومة الوغى

هو الاسد القمقام والسيد الحبر

هو الذكر ذكر الله لكنهم عموا

وصموا وفي آذانهم أبداً وقر

أفي والد السبطين أم في فصيلهم

تنزل ايتاء القرابة والطهر

هبوا أنه ما قال أن ليس لي

سوى محبة ذي القربى على امركم أجر

فهل كان في آل النبي وصاية

العداوة والتشريد والقتل والاسر

فصبراً بني الزهرا وإن طال صبركم

فكم من عويص حل مفتاحه الصبر

الى ان يديل الامر في أخذ ثأركم

إمام همام لا يضاع له امر

يؤيده رب البرايا على الورى

وتقدمه الاملاك والفتح والنصر

 

فيها زائراً ارض الغريين قاصداً

محجب قدس شاقه البيت والحجر

وفي ومضة من بارق الغيب بذت

السما ولها تعنو الكواكب والبدر

فديناه من مثوى ومن فيه قد ثوى

فديناه من قبر ومن ضمه القبر

رويدك من قلب خفوق على النوى

ومدمع عين ليس يرقى لها قطر

ثم يختم آية الله السيد اسماعيل الشيرازي مديحته بأبيات يخاطب فيها مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) بقوله (رضوان الله عليه):

فكم لك من سر عظيم لقد رقى

مقاماً من العلياء من دونها النسر

فأنت السما والخلق كلهم الثرى

وفيك الغنى والناس كلهم فقر

لك الله من صدر تجمع قلبه

سرائر غيب ليس من دونها سر

لك الله من لاهوت سر تسربلت

هياكل قدس حار من دونها الفكر

لك الله من لب تقدس سره

عقول اولي الالباب من دونه قشر

لك الله من صدر رحيب لقد جرى

ضمائر غيب ضاق عن وسعها السر

فديتك من قلب وما ضمه الحشى

فديتك من صدر وما ضمه الصدر

وكف له سيب من الجود واكف

على الخلق يجري من أناملها البحر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة