بسم الله وله الحمد والمجد الحي القيوم والصلاة والسلام على انوار صراطه المستقيم محمد وآله الطاهرين.
إخترنا لكم في اللقاء من برنامج مدائح الانوار عدة مقطوعات قصيرة وبليغة من عصور مختلفة، تبدأ من القرن الهجري الاول حيث أبيات منسوبة للامام علي (عليه السلام) في مدح حبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) للشاعر الفلسطيني المعروف ابراهيم طوقان تتوسطهما ابيات لأشعر المغاربة ابن هاني الاندلسي من القرن الهجري الرابع.
تنسب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام هذه الابيات التي يخاطب فيها حبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلاً:
يا اكرم الخلق على الله
والمصطفى بالشرف الباهي
محمد المختار مهما أتى
من محدث مستفظع ناهي
فاندب له حيدر لا غيره
فليس بالغمر ولا اللاهي
ترى عماد الكفر من سيفه
منكساً باطله واهي
هل العدى إلا ذئاب عوت
مع كل ناس نفسه ساهي
سيهزم الجمع على عقبه
بحيدر والنصر بالله
وننتقل احباءنا الى القرن الهجري الرابع في الاندلس وأبيات من قصيدة لاشعر المعاربة على الاطلاق ابو القاسم محمد الازدي المشهور بأبن هاني الاندلسي الذي كان يوصف بأن له نزعة فلسفية، وقد قُتل غيلة بأشبيله سنة ۳٦۲، قال رحمه الله:
أبناء فاطم هل لنا في حشرنا
لجأ سواكم عاصم ومجار
انتم احباء الاله وآله
خلفاؤه في أرضه الابرار
أهل النبوة والرسالة والهدى
في البينات وسادة اطهار
والوحي والتأويل والتحريم
والتحليل لا خلف ولا انكار
إن قيل من خير البرية لم يكن
الاكم خلق إليه يُشار
لو تلمسون الصخر لا نبجست به
وتفجرت وتدفقت أنهار
أو كان منكم للرفات مخاطبٌ
لبوا وظنوا أنه إنشار
لستم كأبناء الطليق المرتدي
بالكفر حتى عض فيه إسار
ابناء نثلة ما لكم ولمعشرهم
دوحة الله الذي يختار
ردوا إليهم حقهم وتنكبوّا
وتحملوا فقد استحم بوار
ودعوا الطرق لفظلهم فهم الالى
لهم بمجهلة الطريق منار
كم تنهضون بعبء عار واصم
والعار يأنف منكم والنار
يلهيهم زمر المثاني كلما
الهاكم المثني والمزمار
ومن القرن الهجري الرابع عشر نختار مقطوعتين للشاعر الفلسطيني المعروف ابراهيم طوقان الاستاذ في الادبين العربي والانجليزي وهو من اهل نابلس وقد توفي سنة ۱۳٦۰ للهجرة. قال (رحمه الله) في احدى قصائده:
من هفا للمثل الاعلى يجد
في بني هاشم أعلى مثل
أيكم يا آل بيت المصطفى
ما قضى مستشهداً منذ علي
لا أحاشي بينكم من أحد
فكمي الحرب صنو الاعزل
كلكم ينشأ قلباً ويداً
ولساناً في جهاد المبطل
فتح الخلد لكم هيكله
فإذا أنتم بدور الهيكل
ضم جبريل جناحيه على
سؤدد ٍ محض ونبل أمثل
وأطاف الملأ الاعلى بمن
عزمه في الحق عزم الرسل
وأخيراً قال الاديب الفلسطيني ابراهيم طوقان في رثاء احد الهاشميين وقد قتل مظلوماً:
رحمة الله عليه إنه
غاله اليأس وكان الاملا
ويح قوم خذلوه بعدما
أخذو الميثاق ألا يُخذلا
شيمة الغدر بمن ينصرهم
ذهبت يا بن علي مثلاً
آل بيت المصطفى لم تبرحوا
تردون الموت في ظل العلى
كادت الكأس التي في قبرص
تشبه الكأس التي في كربلا
نشكر لكم أعزاءنا طيب اصغائكم لهذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار الى لقاء آخر نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.