البث المباشر

قصيدة للعالم ابو حامد عبد الحميد ابن ابي الحديد التي تشمل على كثير من الحقائق العقائدية

الأحد 1 ديسمبر 2019 - 13:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 65

بسم الله نور السموات والارضين والصلاة والسلام على نوره المستبين المصطفى الامين وآله شموس العالمين.
نلتقيكم احباءنا في هذا اللقاء مع ابيتات من احدى بدائع مدائح الانوار جاشت بها قريحة العالم والمؤرخ الشهير ابو حامد عبد الحميد ابن ابي الحديد شارح نهج البلاغة وهو من اعيان المعتزلة وعلمائهم في القرن الهجري السابع، كان له اطلاع واسع على التاريخ والادب وله قصائد سبع مشهورة في مدح مولى الموحدين وامير المؤمنين الامام علي (عليه السلام).
نختار لكم في هذه الحلقة ابيات من رائيته الغراء التي تشمل على كثير من الحقائق العقائدية، قال ابن الحديد (رحمه الله) في هذه القصيدة:

بني الوحي هل ابقى الكتاب لناظم

مقالة مدح فيكم او لناثر

اذا كان مولى الشاعرين وربهم

لكم بانيا مجداً فما قدر شاعر

فاقسم لو لا انكم سبل الهدى

لضل الورى عن لاحب كل النهج ضاهر

ولو لم تكونوا في البسيطة زلزلت

واخرب من ارجائها كل عامر

سامنحكم مني مودة وامق

يغض قلى عن غيركم طرف هاجر

ويتوجه العالم المعتزلي في قصيدته الى مدح امير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً:

لقد فاز عبد للوصي ولاؤه

ولو شابه بالموبقات الكبائر

وخاب معاديه ولو حلقت به

قوادم فختاء الجناحين كاسر

هو النبا المكنون والجوهر الذي

تجسد من نور من القدس زاهر

ودو المعجزات الواضحات وشقيقه

اخا وتظير في العلى والاواصر

الا انما الاسلام لو لا حسامه

كعفطة عنز او قلامة حافر

الا انما التوحيد لو لا علومه

كعرضة ونهبة كافر

الا انما الاقدار طوع يمينه

فبورك من وتر مطاع وقادر

فلو ركض الصم الجلامد واطئا

لفجرها بالمترعات الزواخر

ولو رام كسف الشمس كور نورها

وعطل من افلاكها كل دائر

 

هو الاية العظمى ومستنيط الهدى

وحيرة ارباب النهى والبصائر

رمى الله منه يوم بدر خصومه

بذي فذذ في ال بدر مبادر

وقد جاشت الارض العريضة بالقنا

فلم يلف الا ضامر فوق ضامر

سرى نحوهم رسلا فسارت قلوبهم

من الخوف وخدا نحوه في الحناجر

كان ضبات المشرفية من كرى

فما يبغي الا مقر المحاجر

فلا تحسبن الرعد رجس غمامة

ولكنه من بعض تلك الزماجر

ولاتحسبن البرق نارا فانه

وميض اتى من ذي الفقار بفاقر

ولا تحسبن المزن تهمني فانها

انامله تهمني باوطف هامر

 

تعاليت عن مدح فابلغ خاطب

بمديحك بين الناس اقصر قاصر

صفاتك اسماء وذاتك جوهر

بريء المعالي من صفات الجواهر

يجل عن الاعراض والاين والمتى

ويكبر عن تشبيهه بالعناصر

اذا طاف قوم في المشاعر والصفا

فقبرك ركني طائفا ومشاعري

وان ذخر الاقوام نسك عبادة

فحبك اوفى عدتي وذخائري

وان صام ناس في الجواهر حسبه

فمدحك اسنى من صيام الهواجر

واعلم اني اطعت غوايتي

فحبك انسي في بطون الحفائر

وان اك فيما جئته شر مذنب

فربكيا خير الورى خير غافر

نصرتكفي الدنيا بما استطيعه

فكن شافعي يوم المعاد وناصري

استمعتم ايها الاخوة والاخوات في هذه الدقائق الى ابيات من احدى قصائد اعالم المعتزلي الشهير ابي الحديد شارح النهج وهي في مدح وصي النبي (صلى الله عليه وآله).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة